أمراض الأسنان

  في الاسنان واللثة والتحليل وقلعها وکيها وشدها بالسلاسل وغيرها والتأکل والتفتت والدود فيها وفيما ينبت لحم اللثة وفي الأكلة في اللثة وفي حفظ صحة الأسنان واللثة وفي أسنان الطفل وتسهيل نباتها وفي جلائها بالسنونات وما يجفف اللعاب السائل من أفواه الصبيان والرجال.
  من الثانية عشرة : قال : الدواء ا لمتخذ بالأفيون وا لجند با دستر يسکن وجع الأسنان إذا قطر فى الأذن.
  جوامع العلل والأعراض فيما أظنه من كتاب حيلة البرء : إذا غلب اليبس على الأسنان تفتت وانكسرت سريعاً ، قال : وتأكل الأسنان يكون من أخلاط حارة تنصب إليها.
  الميامر : وجع الاسنان يسکن بالتکميد والتخبيص على الاسنان واللحي.
  الخامسة من الميامر : قال جالينوس : الأسنان ليست إنما تحس بالوجع فقط بل قد يعرض لها ضربان مثل الضربان العارض في اللحم إذا تورم ، وكثيراً ما يعرض الوجع في أصل العصبة التي تجيئه وفي اللثة ، ويتوهم أنه وجع الأسنان وليس حينئذ بالسن في نفسها وجع ، قال : الوجع الذي يبقى في أثر قلع السن إنما هو من قبل الورم الحادث في العصبة التي تأتي أصلها ، والسبب في سكون الوجع عند قلع السن. أن العصبة لا تتمدد حينئذ ولأن ما يجيئها ينفذ ويتحلل
  قال : وقبول الأسنان للخضرة والسواد يدل على قبولها للمواد وإنها تغتذي وتنمى ، ويعلم ذلك أنه إذا قلع السن زاد المقابل لها من فوقها وأسفلها وذلك أنه لا ينطحن (1) ، وقال : هزال الأسنان ورقتها العارضة للمشايخ لا علاج لها ولذلك يتحرك أسنان المشايخ لأن أواريها (2) / تتسع عنها وينبغي حينئذ أن يحتال لهم بتقوية اللثة بالأدوية القابضة.

**************************************************************
(1) كذا في الأصل ـ بالنون قبل الطاء .
(2) كذا ، وفي القانون : وقد يقع (تحرك السن) لضمور يعرض في الأسنان ليبس غالب كما يعرض للناقهين والمشايخ والذين جاعوا جوعاً متوالياً وقصر عنهم الغذاء وقد يقع القصور لحم العمور (العمور جمع عمر ـ بالتحريل لحم بين الاسنان) ـ القانون 189 / 2.

 الحاوي في الطب ج (3)  ـ 77 ـ

  قال : تأكل الأسنان فيعرض لها من مادة حريفة تميل إليها فلذلك علاجها الأدوية المجففة ، قال : كان الخلط الذي ينصب قليلاً كفت هذه إذا وضعت على الأسنان وإلا. احتيج إلى تنقية الرأس أو تجفيفه لئلا ينجذب منه شيء إلى الأسنان ، وإن كان الرأس يقبل هذه الأخلاط من سائر البدن فينقى البدن كله بالاستفراغ.
  قال : فأما تفتت الأسنان وتكسرها فيعرض لها ذلك للينها فقوها بالأدوية القابضة.
  قال : والتي تصيرها في لون الباذنجان ونحوه فسبب ذلك رطوبات رديئة تصبير إليها ولذلك ينبغي أن تعالجها بعلاج التي تتأكل.
  في وجع اللثة : قال : أوفق الأشياء في وجع اللثة من ورم يحدث فيها شجرة (1) المصطكى إذا سخن إسخاناً معتدلا وأمسك في الفم ، وينبغي / أن يكون حديثا وينفع جميع الأوجاع التي تكون في فضاء الفم أعني الأورام ، وذلك أنه يقمع ويمنع ولا يحدث خشونة كالقابضات ويحلل مع ذلك تحليلاً لا أذى معه.
  قال : وأكثر ما ينفع هذا الدهن من وجع اللثة إذا كان معه وجع وذلك أنه مع القمع يسکن الوجع ولا يحدث خشونة شديدة (2) كما تحدث الأشياء القوية القبض فإن هذه لشدة قبضها تسكن الوجع.
  لوجع الأسنان : اطبخ الفوتنج بالخل ومضمضه به ، أو الطبخ عاقرقرحا أو شحم حنظل ويمسك ذلك الطبيخ في فيه وقتاً طويلاً ويكون الخل فائقاً ليحدر بلغماً کثيراً ، او اطبخ الکبيکج في خلي ويمسلک.
  قال : وينفع جميع المقطعة المطفة بقوة ، وهذا الطبيخ شهد له أبولونيس (3) أنه يسكن الوجع من ساعته : يؤخذ خمسة أسنان ثوم وکندر / ذکر نصف مثقال وکف ورق الأس يدق الجميع ويطبخ بقوطولي (4) خلل ويحرك بخشب صنوبر دهني ، أو يطرح منه

**************************************************************
(1) لعل كلمة "دهن) ساقطة قبله ويدل عليه لفظ القانون : (المعالجات) إن كانت المادة فضالة حارة استعمل الاستفراغ ... وعولج في الابتداء بالمضمضات المبردة .... ثم بعد ذلك يتمضمض بزيت انفاق ودهن شجرة المصطکيـ القانون 2 / 19.
(2) قال الشيخ : ولدهن شجرة المصطكى قوة عجيبة شديدة في تسكين أوجاع أورام اللثة وخصوصاً الحديث فاقه يقمع ولا يخشن وأخص منافعه في حال الوجع ـ القانون .
(3) لعله "أبولونيوس) ، وذكر اسمه في عيون الأنباء 1 / 24 ما نصه : وكان من الأطباء المذكورين أيضاً في الفترة التي بين أبقراط وجالينوس أبولونيوس وأرشيجانس ـ عيون الأنباء 1 / 24.
(4) قرطولي عشرون أوقية من الشراب وتسع أواق من الزيت ومن العسل ثلاثة عشر أوقية ـ بحر. الجواهر

 الحاوي في الطب ج (3)  ـ 78 ـ

  ما يطبخ من قمعه (1) في الفم وقتاً طويلاً ، وينبغي أن يوضع على السن الوجعة قبل هذا الدواء وبعده دهن البلسان أو جاوشير ويغمز عليه العليل بأسنانه ، وفي مكان آخر يتمضمض به ويديع البلغم يسيل ثم يتمضمض بعده بدهن ورد ساذج وي تحسي کشلث الشعير.
  للسن المأكولة : تحشي بالفوتنج المسحوق وبصمغ البطم آور بالکبريت والحضيض أو بالزاج وصمغ البطم ، أو اجعل فيها دهن اللوز المر ، وقطر دهن اللوز في الأذن التي في الجانب الذي فيه السن المتأكلة ، أو شونيز اسحقه بالزيت واحشه فيها او اطل حواليها ودع صاحبها يضم فاه وقتاً طويلاً ثم يفتحه حتى يسيل لعابه.
  للأكال : قال : وضع في الأكال فلفل ورغوة البورق وبارزد وعسل أو عاقرقرحا وفلفل ومر وحلتيت وبارزد وشونيز وثوم وملح يعجن الجميع أو ما شئت منه وتحشي به أو تحشي بعفص وقطران.
  قال : وللأسنان التي تفتتت ويجد صاحبها وجعاً شديداً تکوي وضع عليها (2).
  قال : والميويزج إذا مضغ يحدر بلغماً كثيراً ويسكن الوجع.
  قال : وينفع وجع الاسنان التکميد من خارج بالملح والجاورس وبالاخرق اذا سخنت إسخاناً شديداً ومن خارج بصفرة البيض والزيت الحار يؤخذ بشيء وينفط عليه ويوضع عليها شمع ويدني منها حديد محمي مرات ، وينبغي أن لا يكمد الأسنان إلا قبل الطعام بساعتين وبعده باربع ساعات.
  قال : وإذا اشتد الوجع فبخر فم العليل ينفع ، فإن لم يسكن فائقب / وسط السن بمثقب دقيق وقطر فيها الزيت المغلي مرات ، فإن لم يسكن فاقلعها.
  في التي تقلع الأسنان : ينقع عاقرقرحا في الخل الفائق جداً أربعين يوماً فإذا احتجت إليه فاسحقه واطل به الأسنان إلى أن يلين الوجع ، والشمع اطل الوجعة (3) به ودعها ساعة ثم مدها واطلها اياماً کثيرة بزاج آخضر مع خلي ثقيف ، او اطلها بلبن اليتوع فإنه قوي. للأسنان المأكولة يحفظها ويمنع أن يكسرها وأن ينقيها يجعل عليها خربق أسود معجوناً بالعسل.

**************************************************************
(1) قال ابن البيطار : وإذا شقق خشبه وقطع صغاراً وطبخ بخل وأمسك طبيخه في الفم سكن وجع السن الألمة ـ الجامع 88 / 3.
(2) أي ضع الأدوية المذكورة على السن.
(3) أي السن الوجعة.

 الحاوي في الطب ج (3)  ـ 79 ـ

  لوجع الأسنان : اطل اللعبة (1) البربرية التدمرية وهو أصل الليبروج / وأصول البنج يطبخ بشراب ويمسك في الفم.
  مضوغ لوجع الأسنان : فوتنج جبلي وعاقرقرحا وفلفل أبيض ومر يعجن بلحم الزيت ويبندق ويعطي بندقة ليمضغ للمأكولة (2).
  قال : قد استعملته فوجدته يحفظ الأسنان المأكولة ويمنعها من الوجع : يطبخ زنجبيل بخل وعسل وينعم سحقه ويحشي به السن المأکولة ويطلي حواليها ، او عالجه كذلك بلبن اليتوع ، أو خذ أفيونا ومرا وبارزدا وعصارة البنج.
  روفس إلى العوام ، قال : إذا اشتد الوجع فكمد اللحى بالجاورس / أو بالخرق المسخنة وكمد الضرس نفسه بالزيت المسخن يغمس فيه عود ويقطر عليه أو يوضع عليه شمع ذائب أبداً وليسكن التكميد من داخل وخارج قبل الطعام وبعده بمدة طويلة.
  سنون يمنع التآكل عجيب : بورق حرف السا (3) وهو السكر بالسوية يستن به.
  دواء عجيب : صمغ الزيتون مثقالان خربق أسود دهن بلسان مثقال ميعة رطبة مثقال فلفل مثقال بنج مثقال أفيون مثقال جندباد ستر مثقال خطمي ثلاث مثاقيل حلتيت

**************************************************************
(1) اللعبة البربرية عند الرازي هو أصل الليبروج كما تراه ، وقال ابن البيطار : هو شيء كالسورنجان يجلب من نواحي إفريقية يفشل به السورنجان وقد يحرك الباه. لي هو السورنجان بعينه وهو النابت بظاهر ثغر الإسكندرية والإسكندرانيون وغيرهم من أهل الديار المصرية يسمونه بالعكنة ـ الجامع 109 / 4 (وفي ص 81 من الجزء الثالث : سورنجان هى العكبة ـ بالموحدة) أيضاً فلا يتوهمون أن السورنجان غير اللعبة البربرية واللعبة المطلقة أي بلا قيد البربرية هو أصل اليبروج ـ وهكذا قال صاحب التذكرة ، اعلم أنما اللعبة البربرية والمطلقة كلاهما يسكنان الأوجاع ـ كما وصف لهما في الجامع. وقال صاحب بحر الجواهر نقلاً عن أبي ريحان : أن اللعبة البربرية صورة تشبه السورنجان وقيل : إنه السورنجان نفسه وهو سهو فإن المبائنة بينهما في الورق والورد والساق أظهر من أن تشتبه على الشخص.
(2) أي الأسنان المأكولة.
(3) قال ابن البيطار : حرف هو هذا الحب الذي يتداوى به وهو السفا بالعربية والمقلياثا بالسريانية الجامع 2 / 10 وقال نقلاً عن جالينوس في الخامسة : بزر الحرف قوته تحرق مثل بزر الخردل ولذلك يسخن به أوجاع الورك المعروفة بالنسا وأوجاع الرأس وكل واحد من العلل الأخر التي تحتاج إلى التحمير كما يسخن بزر الخردل ... ومعلوم أنه يقطع الأخلاط الغليظة تقطيعاً قوياً كما يقطعها بزر الخردل .... وبقل الحرف نفسه أيضاً إن جفف كانت قوته مثل قوة بزره وأما ما دام طرياً فهو بسبب ما يخالطه من الرطوبة المائية ناقص القوة عن البزر كثيراً. ولم يذكر في الجامع أنه هو السكر كما هاهنا ولم يثبت في ما عندنا من المراجع أيضاً ، ويمكن أن يكون حرف الماء ، قال ابن البيطار : ومن الناس من سماه قردامومن ومنهم من يسميه أيضاً سبن هذا نبات مائي ينبت مثل ما تنبتت قرة العين ... وقال نقلاً عن جالينوس في الثامنة إذا كان هذا النبات يابساً فهو في الدرجة الثالثة التي تسخن وتجفف وإذا كان رطباً طرياً فهو في الدرجة الثانية ، ديسقوريدوس : ورقه مسخن مدر للبول ، فلعل السكر (كما هو مذكور في المتن أي هو السكر) تحرف عن السين ، والله أعلم بالصواب ـ الجامع 17 / 2.

 الحاوي في الطب ج (3)  ـ 80 ـ

  مثقال جاوشير مثقال سکبينج مثقال عاقرقر حا لبني مثقال ميويزج مثقال قطران ما يکفي آن يعجن به يجعل في حد المرهم. قد جرب هذا الدواء في خلق عظيم فوجد عظيم النفع.
  لي : إن لم تجد صمغ الزيتون ودهن البلسان فلا عليك.
  لقلع السن ، تطلى بعاقرقرحا قد نقع بخل خمر ثلاثة أيام ثم يسحق حتى يصير مثل الخلوق ويطلى عليها يومين أو ثلاثة كل يوم مرات في أصلها بعد أن يحلل خليل ويحركه (1) فإنه يتحرك ويسلس (2) فإذا بلغ / ما تريد فإنه يحيك (3) بلا وجع أو افعل مثل ذلك بأصول قثاء الحمار.
  للتي تنتو وتزيد : قال : الأسنان إذا ملت (4) وطالت أوجعت في وقت الكلام ووقت المضغ ، وقد ينبغي أن تحرق إمساكاً شديداً أو تبرد بمبرد لطيف حاد جداً ويمسك نعماً لئلا يتحرك وإلا هيج الوجع فإن أحس بالوجع عند البرد دفع البرد وسكن الوجع أياماً ثم عود ولا تشديدل في البرد عليه / وبعدم الا يستعمل (5) حتى يقوي ويرجع.
  للضرس : يمضغ البقلة الحمقاء (6) أو يمسك في الفم زيت مسخن.
  لنبات أسنان الطفل : أطل الثته بدماغ الأرنب ، أو شد الصدف المسمى فوحلياس (7) في قطعة جلد في عضد الطفل فإن أسنانه تخرج بلا وجع.

**************************************************************
(1) كذا ، وما في القانون هو أوضح مما هنا ولفظه : وإذا علمت أن القلع يعسر ولا يحتمله المريض فليس من الصواب أن تحرك لشدة فإن ذلك مما يزيد في الوجع على أنه يتفق أحياناً أن تكون العلة ليست في السن فإذا زعزعت انحلت المادة التي تحتها وسكن الوجع وقد تقلع بالأدوية والأصوب أن يشرط حوالي السن بمبضع ويستعمل عليه الدواء فمن ذلك أن يؤخذ قشور أصل التوت وعاقرقرحا ويسحق في الشمس بخل ثقيف حتى يصير کالعسل ثم يطلي به اصل السن في اليوم ثلاث مرات او يسحق العاقرقرحا ويشمس في الخل أربعين يوماً ثم يقطر على المشروط ويترك عليه ساعة أو ساعتين وقد درعت (أي ألبست) الصحيحة موماً ثم يجذب فيقلع ـ القانون 2 / 192.
(2) كذا ، والظاهر : فإنها تتحرك وتسلسل.
(3) لعله فإنه يحاك ـ كذا.
(4) لعله : ملأت أو امتلات وي عضده ما في القانون 1ي7 / 2 في أوجاع الأسنان : ويعرف أن مبدأ الخلط من الدماغ أو من المعدة بما يجد في أحدهما أو كليهما من الامتلاء.
(5) کذا في الاصل.
(6) البقلة الحمقاء هي الرجلة.
(7) قال ابن البيطار : جالينوس واما الحيوان المسمي فوحلياس وهو جنس ما من اجناس الحلزون .... ديسقوريدوس في الثانية فوحلياس بري هو صنف من ذوات الصدف وهو الحلزون البري جيد للمعدة عسير الفساد والذي منه في الجزيرة التي يقال لها سردونيا والبلاد التي يقال لها لينوى .... هو أجوده .... والفوحلياس البحري وهو الحلزون البحري جيد للمعدة سريع البراز وأما النهري فإنه زهم (السمين الكثير الشحم). وأما ما وصفه الرازي هاهنا من شد الصدف المسمى فوحلياس في قطعة جلد في عضد الطفل لنبات أسنان الطفل فلم نجده في ما عندنا من المراجع ، ولعله هو من مجرباته ـ الجامع 29 / 2.

 الحاوي في الطب ج (3)  ـ 81 ـ

  لوجع الأسنان وضع ورق الكبيكج (1) على عضد العليل من / جانب سنه العليلة طيل سكن الوجع من ساعته وإن حدث في العصب قرحة فينبغي أن يعالج بعد ذلك.
  قال جالينوس : قد وثق الناس بهذا وبالأول ثقة شديدة لتجربتهم لها.
  لوجع اللثة : خلل يطبخ فيه أصول البنج ويتمضمض به.
  والتي فيها ورم : ألزق عليها شباً وملحاً وبعد أن يلذعهم دلك نعماً مضمضهم بطبيخ ورق الزيتون أو شراب عفص.
  قال : وأما اللثة التي تنتفخ وتحمر وترم وتتآكل فاكوها بالزيت المغلي بصوفة على طرف ميل حتى تراها قد ضمرت وابيضت فإن الآكلة تسقط وتنبت لحماً صحيحاً من عند الموضع الصحيح ثم استعمل فيها العفص اكسونافن (2) ومن المر قدر باقلاة ويجعل سنوناً فإنه ينبت / لحم اللثة ويشده.
  قال للوجع عند نبات السن : يؤخذ سعد وسمن ودهن السوسن فاخلطهما (3) وضعها على موضع منبت السن.
  اللحم الزائد في اللثة : اجعل عليه قلقنتا فإنه يفتته.
  في حفظ الأسنان من الوجع والأكال : يتمضمض بطبيخ أصول اليتوع بشراب في الشهر مرتين فإنه لا يصيبه وجع الأسنان البتة ويدلك في الشهر مرة پترمس ، أو تأخذ شباً يمانياً وشيئاً من مر فيدلك به اللثة والأسنان فإنها لا تتآكل أبداً فإذا انتفعت بهذه فاستعمل بعده العسل.
  للمأكول : عاقرقرحا ولبن اليتوع وبارزد وفلفل يعجن بميعة ويوضع في الأكال يسکن الوجع على المکان.
  لوجع الأسنان : أفيون وبزر البنج يعجنان بعقيد العنب أو عسل ويعطى منه باقلاة بالعشي فانه ينومه ويسکن الوجع.
  لي : ويوضع في السن منه.
  لي : ليس موضع استعمال التخدير فيه أولى ولا أسلم من الأسنان لأنه لا غاية لذلك فمل إليه مع ترك الغذاء وطول النوم.

**************************************************************
(1) الکبيکج نوع من الکرفس البري.
(2) اكسونافن ـ بالنون وقيل بالياء وهو اثنا وعشرون درهما ونصف وقيل ثلاثة عشر درهما ، قال ابن هبل هو من الزيت ثمانية عشر درخمي ومن الشراب أوقيتان ونصف درخمي ومن العسل ثلاث أواق وربع وثمن.
(3) کذا بالاصل ، والظاهر : فاخلطها.

 الحاوي في الطب ج (3)  ـ 82 ـ

  لتآكل الأسنان ووجعها : يمنع من أن يطبخ (1) أصول الكبر بالخل حتى يذهب النصف ويمسك منه في الفم.
  الأولى من الثانية من أبيذيميا : قال : وجع الاسنان يکون اما من ورم وإما من تأكل وإما من برد شديد وإما من فضلة تنصب إليها من الرأس.
  لي : إذا لم تجدها متآكلة ولم تجد دلائل حر وبرد مفرط فعليك تنقية الرأس واستفراغه وتقوية الأسنان.
  الثالثة من السادسة من أبيذيميا : قال : الضرس الوجع قد يسكن وجعه بالقلع فإن حركته بشدة ولم تقلعه زدت في وجعه.
  السادسة من السادسة من أبيذيميا : الأسنان المتآكلة الوجعة إن حشيت بفلفل بعد أن تكون المادة قد انقطع مجيئها لكن في آخر الأمر أن يحشى الأسنان المأكولة الوجعة بالفلفل أو بالدردي المحرق أو بالعاقرقرحا أو بالفرفيون ، وبالجملة فكل ما يسخت إسخاناً قوياً ، أو بما يخدر الحس ، وينبغى أن لا تحشى بشدة لأن الحشو الشديد يهيج الوجع جداً.
  جالينوس : عالج وجع الأسنان في الابتداء بما يمنع فإن تم لك الأمر بذلك وذلك يكون بأن يمنع هذه قبول الخلط (2) فذاك ، وعلامته / أن لا يحدث في الموضع ورم ، فإن حدث ورم فعالج بما يحلل بلا لذع وهي أشياء حارة رطبة ، فإن عولج بهذه أيضاً ولم يسكن فعند ذلك وقت استعمال الدردي والفلفل المحرق ، وبالجملة جميع ما قوي إسخانه.
  اليهودي ، قال : إذا دنا وقت نبات الأسنان فادلك اللثة دائماً بالعسل وانشر على ذلك الوقت لين البطن قد ذكرناه في تدبير الأطفال ، وقال : صرير الأسنان في النوم يكون لضعف عضل الفكين ، وأحدث بالصبيان ، وفيهم يكون أكثر ويذهب عنهم إذا ادرکوا ؟.

**************************************************************
(1) لعله : يمنعه بأن يطبخ. كذا ، وقال الشيخ : وأما إذا كان هناك ورم محسوس في الثة والعمور فيجب أن تبدأ بالفصد والإسهال بحسب القوة والشرائط وأن تمسك في الابتداء في جميعها المبردات من العصارات والسلاقات ونحوها في الفم مقواة بالكافور من غير إفراط في القبض وكثيراً ما يكفي الاقتصار على دهن الورد المصطكى ـ القانون 187 / 2.
(2) قال الشيخ الرئيس في القانون 192 / 2 : وإذا كثر صرير الأسنان وصريفها في النوم أنذر بسكتة أو صرع أو تشنج أو دل على ديدان في البطن والذي من الديدان يكون ذا فترات ويجب أن يعالج المبتلي بذلك بتنقية الرأس وتدهين العنق بالأدهان الحارة العطرة التي فيها قوة قبض ـ القانون 2 / 192.

 الحاوي في الطب ج (3)  ـ 83 ـ

  قال : والکافور يمنع آن يتسع موضع التأکل في الاسنان اذا / حشيت به عجيب في ذلك.
  قال : إذا كان وجع الأسنان من البرودة فادلكها بالزنجبيل والعسل ، وإن كان من اليبس فاطلها دائماً بالزبدا (1) وشحم البط ، وإن كان من البلة فبالخل والملح ، وإن كان من سدة وخلط غليظ فبالخل وشحم الحنظل والعاقرقرحا يتمضمض به الأسنان ، وإن كان من حرارة فبماء عنب الثعلب ونحوه ، وأكثر ما ينتفع به الأسنان في أكثر الأحوال التجفيف لأن طباعها يابسة (2) وهو يحفظ عليها صحتها ويتخذ هذه من الملح والعظام المحرقة والأقاقيا والأملج والعفص والفلفل ونحوها والسك والسعد.
  قال : وإذا رأيت في الأسنان آكالأشبه القروح فاكوه بالزيت (3) المغلي يقطر هيل عليه بصوفة فإنه يبرؤه.
  اليهودي : قال : يسحق أصول الحنظل في الخل سحقاً ناعمر ثم ينقى الأسنان ويطلى عليها ثلاثة أيام ، وإن نقعت العاقرقرحا في خل الخمر أربعين يوماً ثم جعلت منه على أصل الضرس بعد أن يجيد سحقه وتركته عليه ساعة ثم جذبته (4) حادا انظر في هذه وأن يطلى الصحيحة بالموم.
  للطبري : ينفع من أوجاع الأسنان الحجامة تحت اللحية بشرط.
  أهرن ، قال : الأسنان توجع إما لسوء مزاج حار أو بارد أو يابس وإما لرطوبة حريفة تنصب إلى أصولها وإما من ريح غليظة قد تشبثت / في أصولها لا تجد مسلكا. وإما لفضل غليظ ينصب إلى اللثة فيرم العمور ويوجع لذلك الأسنان.
  قال : والوجع الذي من سوء مزاج فقط تفقد العلامات : فإن رأيت امتلاء الجسد فالفصد أولاً واحبس الفضل عن الأسنان من أي عضو صار إليه ثم أخرج الدم من العروق التي تحت اللسان ، وإن رأيت وجع الأسنان من قبل رطوبة ردية في فم المعدة

**************************************************************
(1) قال الشيخ وأما إن كان السبب الساذج (في أوجاع الأسنان) يسا فينفع منه أن يدلك بمثل الزبد وشحم البط وإن كان مع مادة أي مادة كانت حارة أو غليظة أو كثيرة وجب أن يستفرغ بحسبها ويجب أن تبدأ في الابتداء بما يبرد ويردع في جميع ذلك وإن كان ذلك في المادة الحارة أزيد وجوباً وفي الغليظة أقل ومن الأشياء القوية الردع وخصوصاً في المواد الباردة الشب المحرق والمطفأ بالخل مع مثله ملح يسحقان جيدا ثم يستعملان ـ القانون 2 / 187.
(2) لعله : أراد به الأدوية المجففة.
(3) كذا ، والظاهر : وبالزيت ، قال الشيخ : وقد يستعمل قطورات في نفس التآكل الزرنيخ المذاب في الزيت يغلي فيه ويقطر في الاکال ـ القانون 2 / 191.
(4) کذا ، ونحن نظن آنه : اجذبها ـ مکان : جذبته ، وي عضده ما في القانون 192 / 2 : ويترل عليه ساعة او. ساعتين وقد درعت الصحيحة موماً ثم يجذب فيقلع .

 الحاوي في الطب ج (3)  ـ 84 ـ

  فاسقه أيارج ، ولا تعالج في ابتداء وجع الأسنان بالأشياء الحارة إذا كان ذلك من انصباب الفضل ، وانظر الفضل الذي في فم المعدة بلغم هو أو مرة ، فأخرجه بما يصلح له من الأدوية نحو الفيقرا (1) والسقمونيا وأعطه أغذية وأدوية تصلح لكل واحد ، وإن كان مع الوجع ثقل في رأسه فاعلم أن ذلك الفضل ينصب إلى الأسنان من الرأس فاسقه الفيقرا أو غرغره فإن لم يحتمل الإسهال فغرغره في اليوم مرات فإنه يكفيه تغرغره بسكنجبين في اليوم مرات فإنه ينقي الرأس واللثة وعطسه بالكندس ونحوه ، فإذا عالجت وفرغت المادة فعند ذلك إن كان الوجع من البرد فعالج نفس الأسنان بالعسل والزنجبيل ، وإن كان من الحر فمضمضه بعصير الهندباء وعنب الثعلب ونحوهما ، وإن كان وجع الأسنان من اليبس فلين اللثة والأسنان بالزبد وشحم البط والادهان ، وإن كان وجع الأسنان من الرطوبة فعالجه بالخل / والملح يتمضمض به ، وما كان من وجع الأسنان من ريح غليظة مرتبكة فعالجه بالعاقرقرحا وشحم الحنظل والجاوشير والمر والبورق وإنما يوجع الأسنان من اليبس بأن يجف عمورها.
  أهرن في الأدوية المفردة الموجودة : يؤخذ عروق (2) وصبر وقشور التوت بالسوية وزرنيخ أصفر مثلها يسحق ويعجن بالعسل ويجعل حوالي الضرس مدة فإنه يقلعه بسهولة جداً.
  لي : انظر في وجع السن هل اللثة وارمة وهل هناك ورم حار ، فإن كان ذلك فعليك بالفصد وإمساك الخل والماورد ودهن ورد في الفم ، وإن كان وجع شديد بلا ورم في اللحى ولا حمرة في اللثة فادلك أصل السن الوجعة بعاقرقرحا وفلفل ونوشادر دلكاً جيداً ، وأعد ذلك مرات ثم آدلکها بميعة وجند با دستر وافيون وکمد اللحي تکميداً متواليا.
  لي : قال : الأوجاع العارضة للأسنان إذا لم يكن في اللثة ورم حار ربما كانت (3) في جرم الأسنان بأعيانها ، وربما كان الوجع في العصب الذي ينزل إليها

**************************************************************
(1) الفيقرا معناه المر لأن معظم أدويته الصبر.
(2) عروق هي العروق الصفر ويقال لها عروق الصباغين أيضاً وهي بقلة الخطاطيف وهي صنفان كبير ويسمي بالفارسية زرد جو به وهو الهرد بالعربية وزعموا آنه الکرکم الصغير وزعموا آنه الماميران ، وقال ابن البيطار : قوتها قوة تجلو جلاء شديداً وتسخن وكذا عصارة هذه العروق نافعة للبصر تزيد في حدته إذا تعالج بها من يجتمع عند حدقته شيء يحتاج إلى التحليل .... ديسقوريدوس : وعصير هذا النبات إذا دق وخرج ماؤه وخلط بالعسل وطبخ في إناء نحاس على جمر أحد البصر ... وإذا مضغ سكن وجع الأسنان.
(3) اي الأوجاع العارضة للأسنان.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 85 ـ

  كان الوجع من ورم حار في اللثة فأجود ما يعالج به دهن شجرة المصطكى فاتراً ويمسك في الفم وليكن حديثاً ، فإن العتيق ينقص فضيلته بقدر ذلك.
  لوجع العصبة التي تحت الأسنان : يطبخ في الخل عفص وزرنيخ وأصل الكبر وأصل قثاء الحمار وشحم الحنظل وعاقرقرحا يمسك في الفم.
  قال : وليوضع في أكال الأسنان لبنى الرهبان (1) مع الأفيون / أو قنة (2) وکبريت أصفر مع حضض ، أو تبخر (3) ببزر البنج بقمع ، وإن كانت نوازل تنزل إلى الأسنان مثله وليكن الشاب قد أحرق وأطفىء بالخل ثم أنعم سحقهما ثم يتمضمض بعده بخمر.
  إذا أردت قلع السن بلا وجع فاعجن الدقيق بلبن الى توع وضعه عليها ثم ضع فوقه ورق البلاب العظيم الحاد واتركه ساعة فإنها تتفتت من نفسها.
  قال : ويصلح للضرس مضغ بقلة الحمقاء أو يدلك الأسنان بزيت إنفاق أو يلطخ بعکر زيت قد اغلي في طنجير (4) حتى صار في ثخن العسل. قال : للأسنان التي قد نالها البرد : حب الغار والشب والزراوند الطويل.
  لي : هذا هو الذي يسمى ذهاب ماء السن.
  قال : للثة المتآكلة : يؤخذ دهان ورد جزء عفص أربعة أجزاء / مر جز اين تکبس به اللثة وتترك ساعتين ثم يتمضمض بعده بلبن الأتن فإنه يمنع التآكل والعفونة وينفع فيها من (5) أن يكبس بالجلنار وخبث الحديد ثم يتمضمض بخل العنصل أو خل قد طبخ فيه ورق الزيتون الذي يملح (6) أو عصارة السذاب مع دهن المصطکي.

**************************************************************
(1) لبني الرهبان هو ميعة الرهبان ، قال ابن البيطار : شجرة الميعة شجرة جليلة لها خشب يشبه خشب شجرة التفاح ولها ثمرة بيضاء أكبر من الجوز يشبه عيون الأبيض من البقر ويؤكل ظاهرها وفيه مرارة وثمرتها التي داخل النوى دسمة يعصر منها دهن وقشر هذه الشجرة الميعة اليابسة ومنه يستخرج الميعة السائلة وصمغتها هو اللبنى وهو ميعة الرهبان وهو صمغ أبيض شديد البياض وهو العبهر وهو لبن الرهبان ـ الجامع / 171.
(2) قال الشيخ في القانون : أو تحشى (الأسنان المتآكلة) بمصطكى ، وسعد أو بمر أو بميعة (وهو لبنى الرهبان) أو بعفص وحضض أو بميعة وأفيون أو بقنة وكبريت أصفر وحضض ـ القانون 2 / 199.
(3) أي تبخر الأسنان.
(4) طنجير ـ بکسر الطاء ـ وعاء يعمل فيه الخبيص.
(5) كذا ، ولعل من) زائدة.
(6) كذا ، وفي القانون 195 / 2 في تآكل اللثة : ثم يتمضمض يخل العنصل أو خلل قد طبخ فيه ورق الزيتون ـ فقط.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 86 ـ

  شمعون ، قال : ليس دواء أبلغ في جذب البلغم من أصول الأسنان وأسرع تسکينا للوجع من طبيخ شحم الحنظل بالخل ، واذا کانت برودة فبالشراب ، وينفع منه طبيخ الهليلج بالخلي نفعا بليغا.
  قال : وينفع من خدر الأسنان إمساك الطلاء (1) الحار في الفم ومسحها بالسذاب والفلفل وعاقرقرحا.
  لي : يعني به ما يتأذى بالبرداء.
  قال : ويحفظ الأسنان على صحتها : العسل والخل يطبخ ويتمضمض / به في الشهر أياماً ، ويقلع الأسنان الصحيحة العاقرقرحا وقشور التوت والأصف (2) يطبخ بالخل بعد جودة السحق ويشرط حوالي الضرس ويطلى وينتظر فإنه يسقط ، أو يطلى حوله بالزرنيخ المربى بالخلل فإنه يرخيه ، ينبغي أن يطلب علامة الديدان في الأسنان ، قال : إذا حان للطفل نبات أسنانه فلا تعطه شيئاً يمضغ ولتدخل الداية إصبعها كل ساعة وتدلك لثة الصبي دلكاً جيداً لتسيل الرطوبة الردية التي تكون مادة الوجع ولتمسح بعد ذلك بشحم الدجاج ومخ الأرنب ، وإن اشتد الوجع فاطل الموضع بعصارة عنب الثعلب مع دهن ورد المسخن ، وإن ظهرت الأسنان قليلاً فاضمد عنقه ورأسه وفكيه بصوف مغموس في الدهن وقطر في أذنه دهناً. فإن استطلق بطنه فاضمده بالممسكات من خارج واسقه العصارات القابضة وأقلل غذاءه ، وإن انعقلت طبيعته جداً فحمّله شيافة مسهلة وأطعمه مرق البلاب وأوجره منه مسعطاً.
  سندهشار ، قال : اعلم أن أوجاع الأسنان أكثرها من ريح فأمسك لأوجاعه في الفم دهن شيرج مسخنة (3) أو سمن البقر مسخناً ، / أو يؤخذ من الأدوية المسكنة للريح فيطبخ ويمسك في الفم.
  لي : جل أوجاع الأسنان إنما يكون في العصبة التي في أصل السن ، والدهن المسخن يرخي تمددها.
  مجهول : مما يقلع السن : يؤخذ بزر الأنجرة وقنة بالسوية فيوضع في أصل الضرس الذي يراد قلعه فإنه ينقلع سريعا.
  ابن طلاوس ، قال : إذا اشتد وجع الاسنان فکمد اللحي الذي فيه (4) بالجاورس

**************************************************************
(1) الطلاء ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه آو اکثر يسميه العجم ميفختج وبعض العرب يسميه الخمر ، وقال الشيخ : ويمسك (البنج بشراب) أيضاً في الفم.
(2) الاصف هو الکبر ويقال له : اللصف ـ القانون 189 / 2.
(3) شيرج بالکسر تعريب شيره ، والشيرج ايضاً دهن الحل أي السمسم الذي قد نزع عنه قشره ، وهو المراد هاهنا.
(4) کذا ، ولعل لفظاً سقط بعده.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 87 ـ

  المسخن دائماً ، فإن أردت قلعها بلا وجع فاعجن الدقيق بلبن الشبرم (1) ودعه حواليها ثلاث ساعات فإنه يقلعها.
  لي : على ما رايت : يتخذ آلة طويلة لها رأس معقف كصورة (ف) فإذا اشتد وجع الضرس وأويس من فلاحه حميت الموضع المعقف منها ووضعته على الضرس مرات حتى يستقصي کيه فان وجعه يسکن على المکان بالا آن ذلک الضرس يتفتت ، وينبغي / أن يلقم الفم في هذه الحال كرة خرق من جانب.
  وباب ألطف من هذا : يوضع على اللثة عجين ويشد نعماً ثم يتخذ مغرفة صغيرة مثل ما يكون لتنظيف الأذن فيستقى بها زيتاً مغلياً ويصب على وسط الضرس مرات فانه عجيب.
  سنون أبيض ، طباشير ورخام (2) ؟ وزبد البحر وملح أندراني فتيلة (3) وأشنان (4) مربي بکافور يسحق.
  مجهول : إن ألصق صمغ الزيتون المصري على الأسنان سقطت بلا مشقة. يوسف التلميذ (5) في التذكرة ؛ دواء مجرب يقلع الأسنان : / بزر القريص (6) وبرنجاسف فهل وعاقرقرحا ومقل وحلتيت وأصول الحنظل يلصق على السن المتحركة ، ولوجع الأسنان من البرد : فوتنج وناتخواه وشبت (7) يطبخ بخل ويمسك في الفم.
  للأسنان المتآكلة : يذاب زرنيخ أحمر بزيت ويغلى ويقطر منه في أصل الضرس واکاله نافع.

**************************************************************
(1) الشبرم ـ بالضم : نبات من اليتوعات اينبت في البساطين ورقه کورق الطر خون ... ولبنه حار يابس في الرابعة ... وفي المنهاج أن رسول الله يبية دخل على أم سلمة وهي تريد شرب الشبرم فقال لها إنه حار حاد وأمرها بالسناء.
(2) رخام : حجر أبيض رخو.
(3) کذا ، لعله : وقنة ، وهي بالکسر البارزد.
(4) أشنان ـ بالضم : معروف وهي أنواع ألطفها الأبيض ويسمى خرؤ العصافير وأجودها الأخضر الذي يغسل به الثياب ، الشربة منه لإسقاط الجنين خمسة دراهم وللاستسقاء ثلاثة دراهم ولعسر البول نصف ، الشربة القاتلة منه عشرة دراهم ... وماؤه المطبوخ علاج سم العقرب أنطولا هذا مجرب ـ بحر الجواهر.
(5) هو يوسف بن يعقوب تلميذ محمد بن زکريا الرازي ـ عيون الانباء 1 / 321.
(6) القريص هو الأنجرة ويقال له الخربق ، إذا شرب من بزر الأنجرة درهمان مقشراً في شراب أسهل بلغماً باعتدال وينقي الصدر والرئة من الأخلاط الغليظة
ويحتاج شاربه أن يشرب بعده شيئاً من دهن ورد لثلا يحرق حلقه وقد يتخذ منه شياف مع عسل ويحتمل فيسهل.
(7) هكذا في الأصل ، وقال في القانون : ويجب أن تبدأ في الابتداء بما يبرد ويردع في جميع ذلك وإن كان ذلك في المادة الحارة أزيد وجوباً وفي الغليظة أقل ومن الأشياء القوية الردع وخصوصاً في المواد الباردة الشب المحرق والمطفأ بالخل مع مثله ملح يسحقان جيداً ثم يستعملان ثم يتمضمض بعدهما بالخمر ـ القانون 187 / 2.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 88 ـ

  من قرابادين الصحف : دواء يقلع الأسنان : أصل البرنجاسف وبزر القريص وعاقرقرحا وأصل الحنظل وكندر أبيض من كل واحد ثلاثة دراهم مقل وحلتيت در همان ينعم سحقه ويلصق على السن المتحرکة في قلعها ، ويلصق على أصولها عهد المازريون المسحوق / وتحرك بعد ساعة بأنبوبة فإنه ينقلع.
  المنجح والكمال (1) ، قال : ينفع من الحفر (2) ويذهب به البتة : زجاج وقنبيل بالسوية يدق وينخل ويدلك به الأسنان ويحذر على اللثة فإنه عجيب للحفر لا بعده ولا يصلح إلا له.
  من كتاب حنين في حفظ الأسنان واللثة : قال : ينبغي لمن أراد أن يبقي صحة أسنانه ولثته أن يحذر فساد الطعام في معدته ويحذر كثرة القيء ولا سيما الحامض منه ومضغ الأشياء الصلبة والعلكة (3) كالناطف والتين وكثرة الأشياء الصلبة مثل الجوز (والبلوط فإن هذه كلها إذا صلبت تزعزع أصول الأسنان حتى أنها تتحرك وتة وتحدث فيها ضروب من الأمراض ، ويجتنب كل ما يضرس مثل الحصرم وحماض الأترج والمرکب من الحامض والقابض ويحذر على الأسنان الشيء المفرط البرودة کالثلج والفواکه المبردة ولا سيما بعد / تناول الشيء الجار ويحذر على الأسنان كل شيء سريع العفن كاللبن والسمك المالح والصحناة (4) والكوامخ ، ويحذر أيضاً ما يبقي بين الاسنان من الطعام وينقيها بجهده من غير از عاج (5) للاسنان ولانکاية للثة لأن إدمان الخلال والعبث به ينكى اللثة فمن اجتنب هذه بقى له سلامة أسنانه ولثته فإن أراد أن يستظهر فليستعمل السنونات.
  لي : قد ذکر نا ما ذکر من وجوه فساد الطعام في باب المعدة.
  قال : وأجود السنون ما كانت معه قوة مجففة باعتدال ولا يكون له إسخان ولا تبريد ظاهر لأن التجفيف من أوفق الأشياء للأسنان إذ كان طباعها يابسة وقوتها وصلابتها ـ باليبس ، ولأنه قد ينالها / شىء من الرطوبة المنحدرة من الرأس والمتصعدة من الرئة

**************************************************************
(1) اي کتاب المنجح في الصفات والعلاجات ، وکتاب الکمال والتمام ، وهما کلا الکتابين من مصنفات يوحنا بن ماسويه ـ عيون الانباء 183 / 1.
(2) الحفر سلاق (تقشر) فى أصول الأسنان أو صفرة تعلوها.
(3) العلك ـ بكسر اللام : من الطعام اللزج الشديد الممضغة ، والناطف المبزر هو الذي فيه الأبازير.
(4) الصحنا ـ بالكسر يمد ويقصر إدام يتخذ من السمك ، ويقال بالفتح أيضاً ، والصحناة (بالتاء) الشامية والمصرية إدام يتخذ من السمك الصغار والسماق أو الليمو أو غير ذلك من الحموضات وهي مقوية مبردة للمعدة ، والکو امخ جمع الکامخ ـ بفتح الميم ـ معرب کامه وهي صباغ يتخذ من الفودنج واللبن والأبازير ، والكوامخ كلها ردية للمعدة معطشة مفسدة للدم.
(5) أي من غير الإقلاق والطرد.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 89 ـ

  والمعدة مع ما يكتسبه من رطوبة الأشربة والأطعمة فتسترخي لذلك كثيراً وتحتاج هي واللثة إلى تجفيف ، فأما الإسخان والتبريد فلا تحتاج إليه إلا في الندرة وعند زوالها عن طباعها زوالاً شديداً ، وذلك أنها متى مالت إلى البرد فينبغي أن تكون في السنون قوة إسخان وبالضد ، فهذا ما يستعمل من السنون لحفظ الصحة ، وقد يستعمل سنونات للزينة ، إما لجلاء الأوساخ أو الحفر أو التبييض أو لشد اللثة. لي : هذا مرض. قال حنين : وإذا استعمل سنون لجلاء الأسنان ولغيره فينبغي أيضاً أن يكون فيه مع قوة الجلاء قوة التجفيف ما دامت الأسنان باقية على طباعها في الحر والبرد ويميله (1) الى الحر والبرد بحسب ميلها اليها (2).
  قال : فجميع الأدوية التي تصلح للأسنان ينبغي أن يكون معها قوة تجفيف كما قلت إلا أنها متى لم تكن الأسنان قد مالت عن طباعها / فليست تحتاج في حفظها إلا شهد إلى التجفيف فقط ، فأما إذا كانت قد حدثت بها آفة فتحتاج أن يكون مع التجفيف مضادة لتلك الافة بحسب قوتها.
  قال : فأما الأدوية التي تجفف بلا حر ولا برد فجوز الدلب ولحا شجرة الصنوبر وقرن الأيل المحرق ونحوها.
  لي : مما لا كيفية له في الطعم ظاهرة ولا صلابة أرضية سنون يقوي الأسنان واللثة ولا يحدث كثير حر ولا برد : قرن الأيل المحرق عشرة دراهم ورق السرو المحرق عشرة دراهم جوز الدلب غير محرق خمسة دراهم البنطافلان (3) عشرة دراهم برسياوشان محرق خمسة دراهم ورد منزوع الأقماع ثلاثة دراهم سنبل الطيب ثلاثة دراهم ينعم سحقه ويستن ، ولهذا مع حفظ جلاء فإن رأيت في الأسنان واللثة فضل رطوبة زائدة واحتجت إلى أن تزيد فيه ما يحلل فزد فيه أصل / الخطمي سبعة دراهم ، فإن لهل احتجت إلى جلاء أكثر فأصل الهليون (4) ، ومتى احتجت إلى ما يحلل ويدفع معاً وذلك يكون إذا رأيت في أصول الأسنان واللثة رطوبة ورأيتها تزيد فألق مكان ما وصفنا أصل الحماض ، وإلى ما هو أقوى منه لحا شجرة التوت ، وأقوى منه ورق الطرفاء وورق

**************************************************************
(1) کذا بالاصل ، والظاهر : تميله.
(2) كذا بالأصل ، والظاهر : إليه.
(3) البنطافلن معناه ذو الخمسة أوراق ومنهم من سماه بن طاباطيس ومعناه ذو الخمسة أجنحة ومنهم من سماه بنطاطوس ومعناه المنقسم بخمسة أقسام ومنهم من سماه بنطاد قطران ومعناه ذو الخمسة أصابع هو نبات له نبت له قضبان دقاق طولها نحو من شبر وله ورق شبيه بورق النعنع خمسة على کل قضيب.
(4) الهليون کبرزون لفظ رومي فارسيه مارجويه وهو نبات ورقه کورق الشبت بلا شول .... حار رطب في الأولى يزيد في الباه ويحد البصر نافع من ابتداء نزول الماء.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 90 ـ

  الآس ، وإن كانت الأسنان واللثة قد مالت إلى البرد فاستعمل مكانه حب الكبر ، وأقوى منه قشر أصل الكبر ، فإن غلب البرد حتى يوجع الأسنان وكان ذلك لأكل الأشياء المبردة بالثلج والثلج نفسه وماء الثلج ، أو لعلة انحدرت من الرأس فاستعمل ما يسخن مع التجفيف إسخاناً قوياً مثل الفوتنج والجعدة والفراسيون والسذاب والصعتر والعاقرقرحا والميويزج والفلفل والمر وحب الغار والأبهل ، واستعمل السنون الذي فيه مثل هذه الاشياء ... (1) والعاقرقرحا جميعاً بسکنجبين ، او مضغ الميويزج مع المصطكى حتى يتحلب من الفم (2) رطوبة كثيرة ثم يستعمل السنون فإنه أبلغ وأنفذ. مثال سنون يقوي اللثة ويسخن مع ذلك : رماد الفوتنج الجبلي والبري عشرة عشرة حب العرعر ورق السرو خمسة أبهل ثلاثة دراهم إيرسا خمسة دراهم مر ثلاثة دراهم سنبل الطيب أربعة دراهم عاقرقرحا وسليخة ودارصيني درهمان مصطكى ثلاثة دراهم ملح أندراني معجون بعسل محرق (3) ثلاثين درهماً يجمع ويستن به ويبلغ ذلك مبلغ هذا : أن يضع الأبهل وأصل الكبر وقشره وعاقر قرحا بالسوية ويسحق ويدلك بها الأسنان ، وانظر فمتى كانت اللثة مائلة إلى الحمرة والسخونة فاستعمل السنونات الباردة المركبة من العفصل وثمر الطرفاء والورد والجلنار والشب قويها وقوي بردها خاصة ، فمتى كانت اللثة مفارقة للأسنان حمرا ينحلب إليها فضل حار. مثال سنون بارد : بزر الورد خمسة دراهم آس ثلاثة دراهم ثمر الطرفاء عشرة دراهم شب يماني درهمان کافور نصف درهم صندل درهمان ، وإن احتجت في هذه الحالة إلى أن تمسح اللثة بدهن ورد فافعل فإنه يكسر عادية الخلط الرديء ، وربما للملك احتجت أن تمضمضه بماء / القرع والخل ونحوه ، إلا أن يكون اللحم رطباً من صاحبه فإنه ينبغي عند ذلك ألا تمضمضه بماء البقول المرطبة لكن يقصد ألا يجفف (4) مع البرد بقوة قوية بطبخ القوابض في الخل.

**************************************************************
(1) موضع النقاط أكلته الأرضة في الأصل ولم يقرأ.
(2) كذا ، والظاهر : يتحلب الفم رطوبة ، ومعناه يسيل الفم رطوبته ، فلعل (من) زائدة.
(3) والأنسب : ملح اندراني محرق.
(4) كذا ، قال الشيخ الرئيس : الأدوية السنية منها حافظة ومنها معالجة لأن جوهر الأسنان يابس والأدوية الحافظة لصحة الأسنان والردها فى أكثر الأمر إلى الواجب هى الأدوية المجففة وأما الحارة أو الباردة فيحتاج إليها عند عارض من إحدى الكيفيتين قد زالت بها عن المزاج الطبيعي زوالاً كبيراً فأشد الأدوية مناسبة لمصالح الأسنان هي المجففة المعتدلة في الکيفيتين الاخرين وکل دواء سني ايجفف اما ليس للسن لا لأنه سني بل لأجل عارض يعرض له ، ثم المجففات باردة يابسة وحارة يابسة وأجود أدوية الأسنان ما يجمع إلى التجفيف والنشافة جلاء وتحليل فضل إن اندفع إلى السن تحليلاً باعتدال ومنع مادة تنجلب إليها فالمجففات الباردة والتى إلى برد ما التى لا تضرس بحموضتها أو عفوصتها تضريس الحصرم وحماض الأترج وهي السك والكافور .... ـ القانون 185 / 2.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 91 ـ

  لي : وأركب هذا الطريق إذا كانت الأسنان تتوجع من الحر.
  قال : والخلل قد يستعمل فى العلة الحارة والباردة جميعاً لأنه يبرد الحارة ويلطف الباردة وتوصل قوة الأدوية إلى الغور فليستعمل في العلة الحارة وحدها أو مع الماء في الباردة مع العسل وسائر الأشياء التي تكسر برده.
  قال : وقد يستعمل الأطباء في هذه العلل أعني الحارة ـ الأدوية المخدرة.
  قال : وأنا أكرهها لأنها لا تؤمن أن يحدث في الأسنان حدث رديء ويصل شيء منها إلى الجوف ، وكذلك أحذر منها إلى الجوف متى كان فيها خربق أو حنظل أو نحو ذلك.
  قال : فإذا كان الوجع إنما هو في اللثة وحدها تكون اللثة تتوجع إذا غمزات عليها فالفضل حينئذ في اللثة وحدها ، فلا ينبغي حينئذ أن يتعرض لقلع شيء من الأسنان ، ور بما کان يحس الوجع في اصول الاسنان فقط ، وذللک يکون اذاکان الفضل إنما هو في العصب المتصل بالأضراس ، وإن قلع ذلك في الحال خف الوجع ولم يسكن بتة وإنما يخف لأن العصب يستريح من التمدد الذي كان يناله ، ولأنه ينفرج له طريق التحلل ، ولأن الأدوية عند ذلك تلقاه وتلامسه ، وإذا كان الوجع يحس في الضرس نفسه فإنه عند ذلك يسكن الوجع البتة إذا قلع.
  قال : والأسنان وإن كانت عظاماً تقبل الفضل ، ويستدل على ذلك بأنك ربما رأيت الضرس قد اسود ونفذ السواد في بدنه كله ، وأيضاً فإنك تجدها تنمى دائماً ، ويستدل على ذلك أنه إذا سقط ضرس طال المحاذي له ، لأنه لعدم احتكاكه بالذي سقط فبان نموه ، والنمو / لا يكون إلا لأن الغذاء يداخل جرمها ثم يتشبه به
  قال : ولذا کانت الاسنان مما يغتذي وينمي فانه قد يعرض الها المرض الکائن من كثرة انصباب المواد إليها كما يعرض لسائر الأعضاء وهو (1) الورم ، أو من قلة انصباب الغذاء إليها فيعرض لها أن تدق وتجف حتى يتحرك في أواريها كما يعرض للمشايخ ، والأول يحتاج إلى ما يحتاج إليه سائر الأورام التي ما يدفع عنها بتقويته وتشديده لها وبما يحلل ويفني ما حصل فيها بإسخانه وتجفيفه إياها ، وينبغي أن يكون غرضك في التشديد والمنع في أول الوجع فإذا رأيت في اللثة والفم والرأس كله أمارات الحرارة فالأدوية المحللة في آخر الأمر ، وإذا رأيت أمارات البرد ، وأما تحرك الأسنان في أواريها العارض من الشيخوخة فلا علاج له إلا شد اللثة بالقابضات فإنه متى قبضت اللثة أمسكتها بعض الإمساك ، وقد يعرض التحرك للأسنان من ضربة أو من رطوبة كثيرة تبل العصب المتصل

**************************************************************
(1) وهو المرض الکائن.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 92 ـ

  بأصله وترخيه ، وعند / ذلك يحتاج إلى أربعة أضناف من الأدوية : مجففة مثل قرن الأيل وبعر المعز والبرسياوشان والتوتيا ونحوها ، ومحللة مع تجفيف مثل المر والسذاب والقطران والزفت وخل العنصل ، وقابضة مع تجفيف مثل العفص والشب والحصرم ، وما يحل مع قبض مثل المصطكى والسنبل والساذج والزعفران والملح.
  لي : يحتاج إلى القابضة والعفصة في الضربة والزعزع ويحتاج إلى المحللة مع تجفيف ، والقبض مع تجفيف عند بلة العصب ، ويفرق بينهما بأن يتحرك بلا صوت.
  قال : وقد يعرض للأسنان الحفر والسواد والوسخ الذي يتولد عليها ، ويعالج بالأدوية الجلاءة مثل الزراوند المدحرج والسرطان البحري المحرق والصدف المحرق والملح المحرق بالعسل والنطرون والبورق والكندر ـ الأخضر أجوده ـ وزبد البحر والزجاج والسنبادج (1) / والقيشور (2) والسعتر المحرق.
  وينبغي أن لا يلج على الأسنان بالسواك ، فإن ذلك يذهب بملاستها وتخشنها ويكون ذلك سبباً لتولد الحفر والوسخ عليها (3).
  وذلك أن السنونات الحارة تخشنها فتولد عليها الأوساخ فلذلك ينبغي أن لا يذهب بملامسة الأسنان لأنها تتشنج وتنحفر أسرع والسواك والسنونات الحارة أيضاً تضر بطرف تلك اللثة الدقيق المتصل بالأسنان ، وذلك لأن فى أطراف اللثة رطوبة طبيعية لزجة لاصقة / تعين على التصاقها بالأسنان ، والسنون الحار يفني تلك الرطوبة فيبرأ (4) ذلك اللثة من الأسنان.

**************************************************************
(1) سنبادج ضبطه في محيط أعظم : بضم الأول وسكون النون وفتح الباء الموحدة والألف وفتح الدال المهملة والجيم معرب سنباده فارسي ، قال ابن البيطار نقلاً عن إسحاق بن عمران : قال سطاطاليس طبع حجر السنباذج (بذال معجمة) البرد في الدرجة الثانية واليبس في الدرجة الثالثة ومعدنه في جزائر بحر الصين وهو حجر كأنه مجتمع من رمل خشن ويكون منه حجارة متجسدة كبار وصغار وخصوصيته أنه إذا سحق فانسحق كان أكثر عملاً منه إذا كان على تخشينه ويأكل أجسام الأحجار إذا حكت به يابساً ومرطباً بالماء وهو مرطب بالماء أكثر فعلاً وفيه جلاء شديد وتنقية للأسنان وله حدة يسيرة ويستعمل في الأدوية المحرقة والأدوية المجففة والأدوية المبرئة لترهل اللثة وتغير الأسنان.
(2) والقيشور قال ابن البيطار هو الحجر الخفاف ، وقال نقلاً عن ديسقوريدوس : وإذا سحق (القيشور) ودلكت به الأسنان جلاها وقد يستعمل في حلق الشعر. والسعتر جاء بالصاد المهملة أيضاً ـ الجامع 42 / 2.
(3) قال الشيخ الرئيس : وأما السواك فيجب أن يستعمل بالاعتدال ولا يستقصى فيه استقصاء يذهب ظلم الأسنان وماءها ويهيئها لقبول النوازل والأبخرة الصاعدة من المعدة وتصير سبباً للخطر وإذا استعمل السواك باعتدال جلا الأسنان وقواها وقوى العمور ومنع الحفر وطيب النكهة ، وأفضل الخشب بالسواك ما فيه قبض ومرارة ويجب أن يتعهد تدهين الأسنان عند النوم وقد يكون ذلك الدهن إما مثل دهن الورد إن احتيج إلى تبريد وإما مثل دهن البان والناردين إن احتيج إلى تسخين وربما احتيج إلى مركب منهما والأولى أن يدلك أولا بالعسل إن كان هناك برداً أو بالسكر إن كان هناك ميل إلى برد أو قلة حر ـ القانون 2 / 184.
(4) کذا بالاصل ، ولعله : فيبريء.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 93 ـ

  قال : ويمنع من تولد الحفر أن يدهن الأسنان عند النوم ، إن كان هناك برد فبدهن الناردين وإلا فبدهن الورد وأن دلك بهما مخلطين (1) ، وأبلغ ما تكون منفعته الدهن إذا دلك قبل ذلك بالعسل حتى تنقى ثم مسحت بالدهن من ظاهرها وباطنها.
  مثال سنون ينقي ويقلع الحفر : زجاج محرق أربعة دراهم قيشور محرق آربعة ملح معجون بعسل محرق ثلاثة دراهم ينخل بحريرة ويستعمل. وقد يعرض للأسنان التآكل والتفتت ويكون ذلك لرطوبات حارة تنصب إليها ، ويعالج بالأدوية المجففة ، فإن كان الفضل كثيراً حتى لا يمكن أن يفنى بها احتيج إلى تنقية الرأس بالغرور والمضوغ والسعوط.
  وإن كان الفضل إنما يصير إلى الرأس من سائر البدن فنقي البدن إما بالإسهال وإما بالفصد وإما بهما ، ويلزم بعد ذلك التدبير الذي يولد دما جيدا غير حريف ، ه ويحتاج في هذه العلة إلى القوية التجفيف / المحللة مثل سلخ الحية (2) وصمغ البطم كل واللوز المر والشونيز والفلفل والزنجبيل والبورق والقطران والعسل والقنة والجاوشير والعاقرقرحا والمر والحلتيت والأنجدان والثوم والملح والكبريت ولبن اليتوع وقشور أصل الكبر ، وإلى ما فيه مع التجفيف قبض قوي كالعفص وصمغ السماق والزاج والشب ، فهذه اذا ادخالت في الاکال او طليت على الضرس کله نفعت ونشفت الفضل المولد للتآكل وأفنته وسكنت الوجع ، فإن كان التآكل قد أفرط فيه فإن بعض هذه تنقية وتقلعه بلا وجع مثل العاقرقرحا بالخل أربعين يوماً ثم يسحق ويوضع على الضرس المأكول فإنه يقلعه ، وكذلك لبن اليتوع مع دقيق الكرسنة أو دقيق الترمس أو مع القنة يجمع ويوضع عليه الزاج الأحمر وأصل قثاء الحمار والكبريت والميويزج كلها تقلع الضرس ، / وإذا أردت أن تطليه عليه فالبس على سائرها شمعاً.
  لي : لا يض رها واطل عليه کل يوم حتى ينقلع فانه لا وجه لکثير التر کل بالا القلع ، فأما القليل التأكل فالوجه في علاجه استعمال ما له قبض مع تحليل مثل

**************************************************************
(1) الظاهر : وأن يدلك بهما مخلوطين أي بدهن الورد ودهن الناردين لأنه ربما احتيج إلى مركب منهما كما مر في تعليقنا قبل نقلاً عن القانون.
(2) قال ابن البيطار : (سلخ الحية) جالينوس في الحادية عشرة قد ذكر قوم أنه إذا غلي سلخ الحية بالخل شفى وجع الأسنان ، ديسقوريدوس إذا طبخ بالشراب وقطر في الأذن كان علاجاً نافعاً من أوجاعها وإذا تمضمض به نفع من وجع الأسنان وقد يخلطه قوم في أدوية العين وخاصة سلخ الحية الذكر منها ، الشريف إذا طبخ في زيت وصنع منه قيروطي نفع من وجع الشفتين والمقعدة وإذا بخر به في النار هربت منه الحيات من ذلك الدخان .... ، ابن ماسه البصري إذا اكتحل به أحد البصر ، ديمقراطيس إذا بخرت امرأة قد رجعت مشيمتها أو مات ولدها في بطنها ألقت ما في بطنها مجرب ـ الجامع 2 /

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 94 ـ

  الحضض والصبر والآس ودهن الناردين ونحوها ويعرض للأسنان التثلم والتكسر ، وسبب ذلك لين عروقها ، وعلاجه التصليب والتقوية بالأدوية القابضة ، فأما اللثة فقد يعرض فيها وجع شديد إذا ورمت ويسكنه أن يؤخذ دهن ورد خالص ثلاث أواق مصطكى ثلاثة دراهم يسحق ويغلى في الدهن ثم يترك حتى يفتر ويتمضمض به وهذا يسكن الوجه العارض من ورم سائر أجزاء الفم لأنه يدفع الفضل دفعاً رفيقاً ويحلل بلا لذع ودهن الآس أيضاً ، والصبر مع العسل والشراب الذي قد طبخ فيه ورد يذهب هذا المذهب.
  قال : وهاهنا يغلط الأطباء لأنهم يستعملون القوية القبض لاستكراهها للعضو بشدة عصره نما يحتاج في هذا المکان الي ما يدفع برفق ويحلل قليلا ويرخي ويسکن الوجع مثل ما وصفنا قد يعرض للثة رطوبة حتى تسترخي.
  ومما يجفف ذلك ويشد اللثة : أن يطبخ جلنار بخل ويتمضمض به ، / أو يطلى عليها شب يماني بالعسل ، والملح والنوشادر صالح لها ، وعلل المصطکي ان خلط به شيء من الميويزج صالح ، والمضمضة بشراب قد طبخ به ورق الإجاص وبماء الزيتون المملوح.
  قال : مما يشد اللثة المر والفوتنج البري المحرق.
  وقد وصف القدماء ما يشد اللثة لبن الأتن ، ولم أقدم على تجربته لأني لم أعلم بأي قوة يفعل ذلك ، وقد يسيل من اللثة دم ، وأبلغ ما يعالج به إمساك ماء لسان الحمل في الفم ، والتمضمض بالخل.
  فأما القروح العارضة في اللثة : فأبلغ ما يعالج به الحضض يطلى عليها بعسل ، وربما كان مع قروح اللثة عفن. وأبلغ ما يعالج به في ذلك الحسك اليابس أو الأبهل يسحق ويطلي عليها بالعسل.
  وقد يؤلف سنونات تقبض اللثة وتشدها وتطيب ريح الفم ، مثالها مصطکي وعود وساذج وأبهل وجلنار وسماق.
  وينبغي في هذه الحالة أن يجعل ما فيه من المسخنات والمبردات بقدر الحاجة.
  وقد يعرض للثة أن ينقص لحمها ، ومما ينبت لحمها : الكندر الذكر ودم الأخوين والإيرسا والكرسنة والعسل.
  سنون ينبت لحم اللثة : دقيق الكرسنة عشرة دراهم يعجن بعسل ويجعل قرصة وتوضع على خزفة جديدة على الجمر حتى يمكن أن يسحق ويشارف (1) الاحتراق ، أو

**************************************************************
(1) يشارف أي يقرب.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 95 ـ

  يخبز في تنور ، أو يوضع على آجرة فيه ثم يسحق ويخلط معه من دم الأخوين أربعة دراهم وکندر ذکر مثله وايرسا وزراوند مدحرج درهمان درهمان ويس حقان ويستن به ، ويتمضمض قبله وبعده بخل العنصل ويدلك اللثة بعده بالعسل وحده.
  قال : ومن أحمد ما يعالج به اللثة والأسنان العسل ، وذلك أنه ينقي اللثة والأسنان ويجلوها جلاء معتدلاً حتى يحدث لها ملاسة وصقال (1).
  وينبت مع ذلك لحم اللثة فقد جمع جميع ما يحتاج إليه اللثة والأسنان وهو أسهلها كلها استعمالا ، وقد ظن قوم أنه يرخي اللثة ، ولا يفعل ذلك بل يشدها لأنه مجفف في الثانية معه حرافة وجلاء قوي ، والملح والسكر أيضاً يذهب مذهب العسل وهو بخشونته يأكل وسخ الأسنان ويجلوها ، وإن سحق الطبرزد (2) منه خاصة وخلط بالعسل كان منه سنون يجلو الأسنان ويقبضها ويملسها وينقي اللثة ويشدها.
  تشريح العظام (3) ـ قال جالينوس : إن الأسنان من بين سائر العظام يحس حساً بيناً وذلك لأنها تقبل عصباً ليناً من الدماغ.
  من مسائل ابن ماسويه : قال : الملح نافع للضرس جداً لأنه مضاد للحموضة التي أضرت.
  تياذوق : مثقالاً حنظل أربعة مثاقيل حرمل يغليه (4) بخل خمر ثم يتمضمض به لك فإنه جيد مجرب لوجع الأسنان ، وينفع منه أن يطبخ الإذخر والإيرسا وجوز السرو في الشراب القوي ويمسك في الفم مع المر.
  ابن سرابيون : للأسنان البادنجانية المسودة : يؤخذ سلك محرق أربعة أواق فلفل أربعة دراهم حماما ثلاثة دراهم ساذج هندي درهمان جص محرق ثمانية يستعمل فإنه جيد يدفع تلك المادة التي تعفن وتسود.

**************************************************************
(1) قال ابن البيطار : والعسل أحمد ما يتعالج به للثة والأسنان وذلك أنه قد يجمع مع التنقية والجلاء لها صقلها إلى أن ينبت لحم اللثة وهو من أنفع ما عولج به وأسهله استعمالاً ، وقد ظن قوم أن العسل يرخي المعدة واللثة لحلاوته ولم يعلموا أنه لا يرخي اللثة من الحلاوات إلا ما كان في طبعه رطباً والعسل يابس وإنما ترخي الحلاوة إذا كانت مفردة لا حرافة معها كما مع العسل أو قبض كما مع المر ولا جلاء وإذا كان كذلك فهو يرخي لا محالة ويعرف يبس العسل من بعده عن العفونة ومن حفظه لأجسام الموتي ـ الجامع 122 / 3.
(2) الطبرزد وطبرزن وطبرزل هو السكر الأبيض إذا استحكم وهو معرب.
(3) تشريح العظام هو من مقالات کتاب علاج التشريح وهو الذي يعرف بالتشريح الکبير لجالينوس کتبه في خمس عشرة مقالة وذكر أنه قد جمع فيه كل ما يحتاج إليه من أمر التشريح ووصف .... في الحادية عشرة الحنجرة والعظم ـ عيون الأنباء 1 / 94.
(4) كذا بالأصل ، والظاهر : يغليان.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 96 ـ

  يوسف الساهر ، قال : إذا لم ينجح في الضرس دواء واشتد الوجع فخذ زيتاً فاغل فيه مرزنجوشاً وحرملاً ثم احم مسلتين (1) معرقفتي (2) الرأس واغمسهما وهما حارتان في ذلك الزيت ، وأدخل أحدهما الفم وضعها على الضرس حتى تبرد ، فإذا بردت فضع الاخري حتى تکويه ست کيات في ست مرات فان الوجع يسکن سکوناً عجيباً.
  لي : لوجع الأسنان يسكن من ساعته كبيكج (3) أصوله وورقه خربق أبيض الحنظل أصل الكبر ينعم سحقه ويلصق / بأصول الأسنان الوجعة فقط ويتحفظ لا ينزل للا منه شيء الى البطن ويبزق ماء ه ويلصق مرات کثيرة فانه يسکن الوجع البارد الغليظ ، والأجود أن يتمضمض كل مرة بعده بخلل فائق قد طبخ فيه عاقرقرحا وشيطرج ، وهذا العلاج يسكن الوجع علاجاً ولكنه يفتت السن ، وذلك أنه بالغ في التجفيف.
  دهن نافع لورم اللثة : يؤخذ دهن ورد فينقع فيه أو يغلى سنبل وورد يابس ومصطکي ويتمضمض به.
  مضمضة لوجع الأسنان عجيب ـ يؤخذ خربق أبيض وكندش وعاقرقرحا وشيطرج هندي يطبخ بالخل وي مسلک في الفم مرات.
  ح : مفردات : القطران يسکن وجع الضرس المأکول اذا قطر فيه وينقيه کله ويرمي به. سريعاً أو بدهن الخردل.
  لي : امسح الضرس الوجع من البرد بالقطران المسخن مرات فإنه يسكن الرجع سريعاً أو بدهن الخردال.
  ح : قال : ليس شيء من الأدوية الحادة يجفف تجفيف الدارصيني ولا ما هو منها في غابة الحرارة على أن الدارصيني ليس بقوي الإسخان.
  لي : هذا جيد لوجع الاضراس جداً تدلك بها أو يمضغ أو يعصر عليها.
  ح : قال : أصل الباد آورد وأصل الشكاع ينفع متى طبخ بالماء ويمضمض به لوجع الأسنان ، الزراوند المدحرج ينقي الأسنان الوسخة / ويسكن الوجع الحادث فيها الله. من ريح غليظة وخلط غليظ ، أصل لسان الحمل يمضغ أو يطبخ بماء ويتمضمض به لوجع الاسنان جيد.

**************************************************************
(1) مسلة ـ بكسر الميم وتشديد اللام ـ الإبرة العظيمة.
(2) كذا ، والظاهر : معقفتين أي معوجتين.
(3) كبيكج نوع من الكرفس البري ، وقال ابن البيطار نقلاً عن جالينوس : أنواع هذا النبات أربعة وكلها قوية حادة حريفة شديدة .... فأنواع الكبيكج كلها مع أصولها وقضبانها وورقها تسخن وتجفف إسخاناً

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 97 ـ

  لي : هذا يجفف ومع هذا يبرد فلي وضع حيث حرارة.
  اسفارغين (1) ـ قال : أصلها وبزرها يشفي من وجع الأسنان لأنه يجفف بقوة من غير أن يسخن وهذا هو أكبر شيء يحتاج إليه الأسنان خاصة ، الكبيكج أصله وورقه إذا جفف وعولج به الأسنان / سكن وجعها مع أنه ينقيها لأنه يجفف تجفيفاً قوياً.
  ح : دهن المصطكى ودهن حية (2) ودهن الحبة الخضراء ودهن الإذخر كل واحد منها يلين ويحلل مع قبض قليل.
  لي : فهي لذلك نافعة من ورم اللثة جدا.
  لي : قشر أصل الكبر يجلب بلغماً كثيراً فهو لذلك نافع لوجع الأسنان إذا مضغ أو تغرغر بطبيخه يطبخ مرة بخل ومرة بشراب ومرة يمضغ وحده على حسب ما يحتاج إليه.
  القطران : إن قطر منه في الضرس المأكول سكن الوجع وقت الضرس.
  لي : إذا احتجت أن تقلع ضرساً مأكولاً فاحشه بهذه التي تفتت والتي تقلع مرات حتى يتفتت.
  عصارة التوث وزبه لأوجاع اللثة لأنه يقبض باعتدال.
  لحا شجرة الدلب يبلغ من تجفيفه أن تشفي وجع الأسنان إذا طبخ بخل ويمضمض به ، أصل العاقرقرحا يسكن وجع الأسنان الحادث عن برد إذا طبخ.
  أصل اليتوعات : إذا طبخ بخل وأمسك في الفم شفى وجع الأسنان ، فأما لبنها فإنه يقطر في السن المتآكلة فيشفيها وينقيها.
  العروق الصفر نافعة جداً لوجع الأسنان إذا مضغت ، السمن إذا سخن قليلاً ، ودلك به اللثة مرات سهل نبات الأسنان من الصبي وكان نافعاً جداً للورم في اللثة ،

**************************************************************
(1) وقع في نسخة ، آسفاراغس ، وعلق عليه : (هو نوع من خضراوات ، لكنا لا نعلم من أين أخذ ، والظاهر انه تصحف مما اثبتناه من محيط اعظم 1 / 151 وقال هو اسم هليون ، وما ذکره الرازي هاهنا وجد ناه بعينه في صفة هليون کما ذکره ابن البيطار في کتابه / 195 وقال : هليون هو الاسفزاج عند أهل الأندلس والمغرب أيضاً ومنه بستاني يتخذ في البساتين بالديار المصرية ورقه كورق الشبث ولا شوك له البتة وله بزر مدور أخضر ثم يسود ويحمر وفي جوفه ثلاث حبات كأنها حب النيل صلبة ومنه مايکون کثير الشول وهو الذي يسمي بعجمية الاندلس اسرعين ، جالينوس في 9 وقوتها تجلو وليس لها سخان بين ولا تبريد ظاهر ان وضعت من خارج ولذللي تفتح السد د من الکبد والکلي وخاصة أصلها وبزرها وتشفي أيضاً من وجع الأسنان لأنها تجفف من غير أن تسخن وهذا هو أكبر شيء تحتاج الإسنان إليه خاصة.
(2) حية بالحاء المهملة والمثناة التحتية التودري ، وفي الجامع 2 / 87 : خبة ـ بالمخاء المعجمة فالموحدة ، وقال وقد ذهب جماعة إلى إنه البودري (التودري) ، وقال في الجامع للمفردات 1 / 142 : والتودري في الکتاب الحاوي هو الحية.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 98 ـ

  اللبن الحار إذا تمضمض به مرات شفى أورام اللثة ، السمن ينضج جميع الأورام في الفم اذا کان قد انقطع السيلان اليها ويسکن آوجاعها ، دماغ الأرنب إذا شوي وأكل نفع الصبيان في خروج أسنانهم بمنزلة ما يفعل السمن والعسل.
  ح : قشور الصنوبر اذا طبخ بخل بعد آن يدق وي مضمض به وهو حار سکن وجع الأسنان ، القفر (1) إذا سخن ووضع منه على الضرس الوجع سكن وجعه ، طبيخ قشور التوث والقطران إذا قطر / مسخناً في السن المأكولة نفع من وجع الأسنان ويفتت كل السن المأكولة وإن تمضمض به مع خل سكن وجع الأسنان من وقته ، وطبيخ ورق الطرفا يسکن وجع الاسنان ، والعفص الفج اذا حشي به آکال الاسنان سکن وجعها ، طبيخ قشور التوث جيد لوجع الأسنان.
  د : صمغ التوث جيد لوجع الأسنان يحفر عن أصل الشجرة ويشرط ويترك يوماً
  د : أصل الحماض إن طبخ بشراب يسكن الوجع ، طبيخ الهليون أو طبيخ بزره يسكن وجع الأسنان إذا تمضمض به.
  د : الثوم إذا طبخ مع الكندر وخشب الصنوبر الدسم وأمسك في الفم منه خفف وجع الأسنان.
  د : الکبران طبخ ثمره بخل وآمسلک في الفم سکن وجع الاسنان ، شيطرج ان علق الطري منه في عنق من يشتكي سنه سكن الدرد (2).
  حرمل إن مضغ سكن وجع الأسنان لا يعدله في ذلك شيء ، طبيخ الصعتر يبرىء وجع الأسنان ، العاقرقرحا لأنه يجلب بلغماً كثيراً / إذا طبخ وتمضمض به نفع ملك من وجع الأسنان.
  الشونيز : إذا طبخ بالخل مع خشب الصنوبر الدسم وأمسك في الفم أبرأ وجع الأسنان.
  لي : أرى أنه لا شيء أبلغ لقلع الأسنان من الخل ولا أشد تحريكاً لها منه فليطلي بدردي الخل ، الحلتيت يوضع في آکال الاسنان فيسکن وجعه ، وي خلط بالكندر ويلطخ على خرقة ويوضع على الأسنان الوجعة فيسكن ويطبخ معه الصعتر

**************************************************************
(1) القفر هو قفر اليهود ويقال كفر اليهود له أنواع كثيرة مذكورة في الجامع لابن البيطار ، وقال نقلاً عن ديسقوريدوس : ولكل قفر قوة مانعة من تورم الجراحات ملزقة للشعر النابت في الجفون محللة ملينة .... وإذا وضع على السن الوجعة سكن وجعها.
(2) کذا ـ الدرد : ذهاب الاسنان.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 99 ـ

  فينفع ، والأنجدان ورق هذه الشجرة يفعل ذلك ، أصل الخطمي إذا طبخ بالخل وأمسك في الفم سكن وجع الأسنان.
  آريباسيوس ، قال : إذا أحسست أن أسنان الصبي تخرج فقدم وأطل الثته كل يوم مرات بالزبد فإنها تخرج بلا وجع ، وخاصة إن كان من عسل.
  مسيح : الکز مازج نافع من تأکل الاسنان.
  اليهودي ، قال : يطلى لثة الصبي كل يوم بالزبد ويمر عليه شعير كأنه يحلل فإنه يسهل نباته. الفلاحة : الكرنب إن أطعم الصبي / سهل نبات أسنانه.
  اليهودي : خاصية الكراث فساد الأسنان واللثة.
  الدمشقي (1) ومسيح : المر يمنع تآكل الأسنان إذا دلك أو حشي فيها وذلك أنه بالغ الجفيف مع قليل إسخان فاعتمد عليه.
  الخوز (2) ، قالت : الفوفل اليابس جيد للأسنان.
  الخوز : السندروس لا يعدله شيء في النفع من وجع الأسنان.
  تانبول : شيء يمضغه الهند يقوي الأسنان واللثة جداً.
  ابن ماسويه : إن دلك السن الألم بالثوم سكنه من ساعته إن كان من برد.
  لي : دواء يسکن وجع الأسنان : جندبادستر فلفل حلتيت / عاقرقرحا زنجبيل خردل زريوند (3) يعجن بعسل الزنجبيل (4) ويدلك به عند الحاجة السن واللثة الوجعة مرات.
  الثالثة من الأخلاط : قال : قد يعرض لنا الضرس (5) متى رأينا إنساناً يأكل الأشياء المضرسة.
  لي : إذا كان الوجع بارداً فادلك أصل السن بإصبعك بخرقة خشنة نعماً داخلاً وخارجاً ثم أدخل إصبعك في هذا السنون وادلكه من الناحيتين افعل ذلك نصف ساعة

**************************************************************
(1) الدمشقي ترجم له في تاريخ الحکماء والعيون بما نصه : ابو عثمان الدمشقي هو (سعيد ـ العيون) ابن يعقوب من أهل دمشق أحد النقلة المجتهدين وكان منقطعاً إلى علي بن عيسى وله تصانيف في الطب ، ومسيح کذا ، ولعله مسيحي بالنسبة ، وهو آبو سهل عيسي بن يحيي المسيحي الجرجاني طبيب فاضل بارع في صناعة الطب علمها وعملها ... وقال عبيد الله بن جبرائيل ان المسيحي کان بخراسان وکان متقدماً عند سلطانها وأنه مات وله من العمر أربعون سنة.
(2) كذا ولم نظفر به بعد الفحص الشديد من هو.
(3) كذا بالأصل ، ولعله زراوند ـ بالألف ، له صنفان مدحرج وهو أنثى وطويل وهو الذكر.
(4) كذا بالأصل ، ولعله : والزنجبيل ـ بزيادة الواو.
(5) الضرس ـ بالتحريك كلة الأسنان من تناول حامض.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 100 ـ

  لي : وأركب هذا الطريق إذا كانت الأسنان تتوجع من الحر.
  قال : والخلل قد يستعمل فى العلة الحارة والباردة جميعاً لأنه يبرد الحارة ويلطف الباردة وتوصل قوة الأدوية إلى الغور فليستعمل في العلة الحارة وحدها أو مع الماء في الباردة مع العسل وسائر الأشياء التي تكسر برده.
  قال : وقد يستعمل الأطباء في هذه العلل أعني الحارة ـ الأدوية المخدرة .
  قال : وأنا أكرهها لأنها لا تؤمن أن يحدث في الأسنان حدث رديء ويصل شيء منها إلى الجوف ، وكذلك أحذر منها إلى الجوف متى كان فيها خربق أو حنظل أو نحو ذلك.
  قال : فإذا كان الوجع إنما هو في اللثة وحدها تكون اللثة تتوجع إذا غمزات عليها فالفضل حينئذ في اللثة وحدها ، فلا ينبغي حينئذ أن يتعرض لقلع شيء من الأسنان ، ور بما کان يحس الوجع في اصول الاسنان فقط ، وذللک يکون اذاکان الفضل إنما هو في العصب المتصل بالأضراس ، وإن قلع ذلك في الحال خف الوجع ولم يسكن بتة وإنما يخف لأن العصب يستريح من التمدد الذي كان يناله ، ولأنه ينفرج له طريق التحلل ، ولأن الأدوية عند ذلك تلقاه وتلامسه ، وإذا كان الوجع يحس في الضرس نفسه فإنه عند ذلك يسكن الوجع البتة إذا قلع.
  قال : والأسنان وإن كانت عظاماً تقبل الفضل ، ويستدل على ذلك بأنك ربما رأيت الضرس قد اسود ونفذ السواد في بدنه كله ، وأيضاً فإنك تجدها تنمى دائماً ، ويستدل على ذلك أنه إذا سقط ضرس طال المحاذي له ، لأنه لعدم احتكاكه بالذي سقط فبان نموه ، والنمو / لا يكون إلا لأن الغذاء يداخل جرمها ثم يتشبه به .
  قال : ولذا کانت الاسنان مما يغتذي وينمي فانه قد يعرض الها المرض الکائن من كثرة انصباب المواد إليها كما يعرض لسائر الأعضاء وهو (1) الورم ، أو من قلة انصباب الغذاء إليها فيعرض لها أن تدق وتجف حتى يتحرك في أواريها كما يعرض للمشايخ ، والأول يحتاج إلى ما يحتاج إليه سائر الأورام التي ما يدفع عنها بتقويته وتشديده لها وبما يحلل ويفني ما حصل فيها بإسخانه وتجفيفه إياها ، وينبغي أن يكون غرضك في التشديد والمنع في أول الوجع فإذا رأيت في اللثة والفم والرأس كله أمارات الحرارة فالأدوية المحللة في آخر الأمر ، وإذا رأيت أمارات البرد ، وأما تحرك الأسنان في أواريها العارض من الشيخوخة فلا علاج له إلا شد اللثة بالقابضات فإنه متى قبضت اللثة أمسكتها بعض الإمساك ، وقد يعرض التحرك للأسنان من ضربة أو من رطوبة كثيرة تبل العصب المتصل

**************************************************************
(1) وهو المرض الکائن.