الجزء الثالث
تأليف
ابي بكر محمد بن زكريا الرازي الطبيب


امراض الاذن والانف والاسنان


امراض الاذن


  في الأذن وجمود الدم فيه والطرش (1) والصمم / وثقل السمع والدود والوجع والدوي والطنين والقروح والبشر والورم من حر أو برد أو ضربة أو شدخ صدفها والسدد فيها والرياح وجريان المدة وسيلان الرطوبات ودخول الماء فيها واجتماع الوسخ وما يقع فيها وغير ذلك والخراجات (2) في أصولها وقروحها.
  قال جالينوس في أصناف الحميات : إن من أوجاع الأذن ما يدور بنوائب.
  حيلة (3) البرء في قروح الأذن : قال : كان رجل من فرقة الحل (4) يعالج قرحة عتيقة كانت في الأذن بالمرهم المتخذ بالقليميا فكانت تزداد / في كل يوم عفونة وتمتلي ، صديداً کثيراً ، من آنه توهم آن في أقصي ثقب السمع ورماً فعالجه بالمر هم المتخذ من الأربعة الأدوية فكانت الأذن قد أشرفت على العفونة بذلك أكثر وأشر ، وإنما كان يفعل ذلك لأن مرهم القليميا يدمل القروح التي في اليد والرجل إدمالاً جيداً وليس عندها ولا اكتساب دليل على الأدوية ومن الأعضاء ، فأراد أن يدمل قرحة الأذن بالدواء الذي يدمل به القروح التي في ظاهر البدن ، وأيضاً فإن عندهم أن الورم أين ما كان ومتى كان ينبغي أن يحلل بالأشياء التي ترخي فلذلك علاج هذا العلاج الرديء ، وأما أنا فبعلمى بأن الأذن عضو جاف يابس جداً علمت أنى أحتاج أن أداويه بالمجففات جداً ، ولكن لأن ذلك الطبيب قد كان عود الأذن بمرهم الباسليقون وهو مرخ لم أر أن أنقله إلى دواء قوي التجفيف بعينه لأني أنظر في العادة وأكتسب منها

**************************************************************
(1) الطرش ـ بالتحريك ـ نقصان السمع ، اعلم أن آفة السمع قد تكون لعدم التجويف الكائن في داخل الأذن المشتمل على الهواء الراكد الذي به يسمع الصوت بتموجه وتسمى صمجا ، وقد تكون بسبب مبطل للقوة السامعة مع سلامة العضو وتسمى وقرا ، وقد تكون بسبب منقص لها وتسمى طرشا مثل أن يسمع من القريب لا من البعيد ، وقد يطلق الصمم على القسمين الآخرين أيضاً ـ أقصرائي 292 / 2.
(2) الخراج كغراب قال العلامة هو في اصطلاح جمهور الأطباء كل ورم أخذ من جميع المدة سواء كان حاراً أو بارداً ، ومنهم من ذهب إلى أن الخراج مخصوص في الأورام الحارة إذا أخذت في الجمع دون الباردة ، قال مولانا نفيس : الخراج ورم حار کبير في داخله موضع اينصب اليه المواد ويتقيح ـ بحر الجواهر.
(3) هو كتاب حيلة البرء من مصنفات جالينوس يشتمل على أربع عشرة مقالة ـ عيون الأنباء 1 / 92.
(4) كذا الأصل.

 الحاوي في الطب ج (3)  ـ 4 ـ

  دليلاً فعمدت إلى شياف ماميثا فأدفته بخل وقطرته في أذنه فبدأ إصلاحه في يوم ـ وعالجته في اليوم الثاني بأقراص أندرون أياماً أربعة ، وكان عزمي إن هو احتاج / إلى ما هو أقوى تجفيفاً أن أعالجه بمثل دواء خبث الحديد وأطلي أيضاً خارج الأذن بالأشياء التي تجفف غاية التجفيف مثل الدواء المتخذ بالغرب أو بأقراص أندرون ، ولكن هذا الرجل برأ ولم يحتج إلى هذه على أنه قد كان أشرف من سوء العلاج على عفن أذنه البتة ، وقد كان ذلك الطبيب يظن أنه إن عولج أذن وارمة بمثل هذه الأدوية أصاب العليل منه تشنج ، لأن عنده أن الورم في جميع المواضع يحتاج أن يرخي وقد كان الأذن ورم. قال : ولكني أنا لمعرفتي بفضل يبس الأذن جداً على سائر الأعضاء علمت أنه يحتاج أن تداوى بأدوية تجفف غاية التجفيف.
  لي : إنما لم يصلح القليميا لأنه مغر قليل التجفيف بالإضافة إلى ما يحتاج إليها الأذن.
  قال : المواد الجارية إلى الأذن إذا أردنا أن ننقلها إلى عضو قريب نقلناها إلى المنخرين ، قال : وأما أفراد من أصحاب القروح في الأذن فيحتاجون إلى أدوية أقوى من هذه بسبب أنه كانت ببعضهم في أذنه قرحة قد أتت عليها سنة تامة أو سنتان ، فإني داويتهم بدواء أقوى من هذه الأدوية وهو خبث الحديد ينخل بالحرير الصفيق غاية / الصفاقة يعاد عليه السحق حتى يصير کالغبار ويطبخ بعد هذا کله بخل ثقيف جداً حتى يصير هو والخل في ثخن العسل ويكون الخل أربعة أضعافه أو خمسة أضعافه فإنه دواء قوي جداً لا عديل له في هذا.
  وقال في آخر السادسة : إن مجرى السمع على قربه من العصبة النابتة من الدماغ قد يحتمل أن يداوى بالأدوية القوية التجفيف.
  المقالة الثانية من حيلة البرء : قال : أنا أستعمل المخدرة في وجع الأذن إذا أفرط وخفت أن يتشنج العليل ويختلط.
  ومنه قال : عالج وجع الأذن بالدواء المتخذ بالأفيون والجندباد ستر تديفهما بشراب حلو وتصبه فيها ، وإذا كان وجعها من ريح غليظة تولدت عن أخلاط غليظة باردة فإياك واستعمال الأفيون ، واستعمل الكماد بالجاورس والأشياء التي تحلل الريح وتلطف التدبير وترك (1) الغذاء وشرب الماء البتة فإنها تنضج وتنحل ويجوز أن يستعمل الدواء الذي فيه مع الأفيون جندبادستر ، وإن احتجت إلى ضماد فاطبخ الخشخاش بماء وألق على الماء دقيق حلبة وبزر كتان وضمد به.

**************************************************************
(1) كذا بالأصل ، والظاهر : يترك ـ أو : اترك.

 الحاوي في الطب ج (3)  ـ 5 ـ

  قال : ومتى حدث في الأذن ضرر عن استعمال المخدرات فاستعمل بعده الجند با دستر ورحله تقطره فى الأذن.
  وقال في الثالثة من الميامر : إن وجع الأذن يسكن بالتخبصل والطلاء والنطول ، ولا يستعمل المخدرة إلا أن يخاف الغشي.
  الثالثة من الميامر : قال : يحدث وجع الأذن عن برودة ، / وهذه البرودة تحدث إما من قبل ريح باردة تلقى الرجل في الطريق ، وإما من استحمام بماء بارد ، وتتوجع أيضاً عن ماء يدخل فيها ، ولا سيما متى كان ذلك الماء رديئاً ، وتتوجع أيضاً عن ورم وهذا الورم مرة يكون في الجلد المغشي على الأذن ومرة يكون في باطن الأذن وهو الصماخ وذلال عند ما يکون حدوث الورم في العصبة التي بها يکون السمع ، ويکون من خلط حاد ينصب إليها من البدن أو ريح نافخة غليظة ترتبك فيها.
  قال : وما كان من وجع الأذن بارداً فالأدوية الحارة تبرئه في أسرع الأوقات. قال : والقرويون يطبخون عصير البصل والثوم في الزيت ويقطرون منه في الأذن. قال : وانا اعمد في هذا الموضع في الفرفيون فاخلط منه الشيء اليسير مع زيت کثير وألقيه في الأذن. وربما خلطت به شيئاً من الفلفل بعد أن أجيد سحقه لأن الأوجاع الباردة تنتفع بهذه الأشياء القوية الأسخان نفعاً عظيماً.
  دهن الأقحوان أيضاً نافع لهؤلاء إذا قطر في الأذن ، وإن قطر فيها دهن قد طبخ فيه سذاب نفع نفعاً بيناً ، وإذا كان سبب الوجع مادة حريفة من ماء قد أتى ودخل فيها أو مادة حريفة قد انصبت إليها فاملأ الأذن دهناً عذباً وصبه فيه ونشفه ، وعاوده مرات / كثيرة حتى يغسل ذلك الخلط ، وقطر فيها اللبن أو بياض البيض على هذا النحو مرات کثيرة ، ولتکن مفترة فانه يسکن الوجع الحادث من هذا الفن ، وشحم البط نافع لها وكذلك شحوم الثعالب فإن كان الوجع من ورم فأبلغ الأشياء مرهم باسليقون يذاب بدهن الورد ، فإن اشتد الوجع جداً واضطررت فاستعمل المخدرة ، فإذا كان الوجع مبرحاً فاجعل فيها من الأفيون جزءاً وجندبادستر نصف جزء وإلا بالسوية.
  جالينوس : يستعمل في ورم الأذن هذا الدواء والشحوم خاصة : شحم البط والدجاج ، وأنا أحسب أن استعمال هذه وإن كان يسكن الوجع غير حميد العاقبة ، ولا ينبغي أن تستعمل إلا في شدة الوجع جداً إذا كان الوجع قد وقع بالفصد والإسهال ، ويستعمل بعقبه شياف با ميثا وخل.
  جالينوس : يستعمل نسخة هذا الدواء : جندبادستر سحق أولاً سحقاً بليغاً ثم يلقى عليه الافيون ويسحق بشراب حلو ويستعمل اقر اصاً ويحتفظ به ويداف وقت الحاجة بشراب حلو ويفتر ويلقى في الأذن ، يعصر فيها من صوفة ، وإياك أن تقطر في

 الحاوي في الطب ج (3)  ـ 6 ـ

  الأذن شيئاً إلا فاتراً بقدر ما يمكن العليل احتماله ، وجرب قليلاً ، فإن احتمل العليل أسخن منه فزد في إسخانه ما احتمل العليل ، وإذا / استعملت تكميد الأذن ببعض الأدهان المسكنة للوجع فقوها واملأ الأذن منه ودعه ساعة ثم صبه ثم عاوده مرات ثم املأها منه وضع فيها قطنة ، فإن احتجت أن تعاوده فعلى هذا.
  قال : وإن كان في الأذن ريح غليظة فاجعل مع الدهن بعض الأدوية المعالجة المقطعة ، وتعرف هل ذلك من ريح غليظة أو خلط غليظ لزج بالسؤال من السبب البادي ؟ وذلك أنه إن كان العليل قد أصابه فيما سلف برد فإنما اجتمع في أذنه ريح غليظة ، وإن كان يشكو ثقلاً ولم يزل يستعمل الأطعمة الغليظة فإنه قد اجتمع في أذنه أخلاط باردة غليظة ، وذلك أنه متى كان الرجل مستعملاً للأغذية الغليظة وحدث عليه برد يصيبه هاج الوجع بسبب عدم تحلل ما يتحلل فاخلط حينئذ مع الأدوية التي تعالج بها رغوة البورق والنطرون ودهن اللوز والخربقين والكندش واللوز والزراوند والدار صيني وکل الادوية التي تفتح سدد الکلي وکل دواء لطيف لا يلذع مثل اصول قثاء ـ الحمار وأصول الكرم الأسود والأبيض وأصول اللوف / وجميع الأدوية التي فيها مرارة ولا تلذع ، فإن هذه تجلو ما في الأذن من الوسخ وتفتح مسامها وتقطع الأخلاط الغليظة وتفتح السدد.
  قال : وإياك أن تعالج بالأدوية القوية الحرارة الأذن التي فيها ضربان ، وعالج ما کان مع ضربان شديد بشياف ما ميثا والخل ودهان الورد ، فإن هذه جيدة للورم في الأذن.
  في قروح الأذن ، قال : وما كان من قروح الأذن قريب العهد فالماميثا يبرئه البتة ورحله إذا سحق بالخل والشياف الوردية وشياف الما ميثا ، فإن کان يجري منها قيح کثير فعالجه بأقراص أندرون ، فإن لم ينجح هذه فاسحق خبث الحديد بخل ثقيف في شمس أياماً كثيرة وقطر منه على ثقة به.
  قال : ووجع الأذن يبرء ويسكن بالتكميد بالأدهان المطيبة الفاترة وبدهن الناردين ومرهم الباسليقون ، والذي فيه لذرع وضربان يسکن ببياض البيض واللبن ، واستعمل أقراص أندرون وغيرها مرة بشراب حلو ومرة بخل وماء ومرة بخلل فقط على حسب ما ترى من شدة الوجع فإنه إذا كان الوجع شديداً لا ينبغي أن يستعمل الخل.
  دواء جيد يحلل تحليلاً بلا أذى وينفع من الأوجاع / الباردة ، يحل القنة بدهن السوسن ويفتر ويقطر فيها ، التكميد عند ضربان : إما من داخل وإما من خارج بأن يصب في الاذن مفتراً كما مر في الشحوم ويصب عنها مرات.
  قال : التكميد باليابس خير للأذن من التكميد الرطب أعني أن يكمد بالجاورس

 الحاوي في الطب ج (3)  ـ 7 ـ

  أو بقطعة لبد مرغزى (1) مسخن فهذا تكميد اليابس ، وأما الرطب فيطبخ سذاب بالزيت والخل وما يجعل تحت إجانة (2) عليها قمع وثقب ذنب القمع في الأذن.
  للوجع في الأذن مع سيلان المدة : قشور رمان وشب وزعفران وأفيون وجندابادستر ومر وکندر يعجن بخل وعسل ويستعمل فانه دواء نافع لانه يجفف ويسکن الوجع جداً.
  دواء جيد للقيح في الأذن : أقماع الورد وقشور رمان وقلقطار وزاج وعفص. وتوبال النحاس جزء جزء ومر وكندر وشب وقلقنت نصف نصف يسحق بخل أياماً حتى يصير مثل الطرار (3) ويجعل أقرصة ويستعمل بخل ويقطر في الأذن.
  في الدوي والطنين ، قال : منه ما يتولد من ريح نافخة ، ومنه / ما يکون من قبل ـ لنقاء حاسة السمع وذكائها ، فإن كان الدوي والطنين عن ريح نافخة فعالجه بالأدوية التي تقطع وتلطف ، ويستدل على الدوي والطنين من ذكاء الحس بأن يرى الرجل في طبعه سريع الحواس وذكيها وأن تكون قد عولجت بالأدوية التي تقطع وتلطف فإن لم تنفع فعالج هؤلاء بما يخدر الحس قليلاً کالبنج والأفيون فإنه يبرىء.
  للدوي : قطر فيه عصارة قثاء الحمار أو خربق أسود مطبوخاً بخل أو قطر فيه دهن الغار أو دهن الکراث او دهن ورد او زيت قد طبخ فيه شحم الحنظل أو دهن البان أو شحم البط أو دهن لوز مر. القرحة في الأذن والمدة : تداف فتيلة بعسل وتلوث بزاج وتجعل فيها فإنه جيد وينفخ فيها منه (4) بمنفاخ أو من العفصل (5).
  في الطرش ، قال : إذا أزمن صار منه صمم وينبغي أن يتقصص / صاحبه بساذج ـ وشحم الحنظل ويغرغر ويجفف رأسه بكل حيلة ويدبر بالتدبير اللطيف ويقطر في الأذن ما يقطع ويلطف المشي فإنه جيد للتجفيف عن الرأس.
  أبو لوعس قال : كمده (6) بقمع بطبيخ الأفسنتين أو بطبيخ ورق الغار أو الزوفا اليابس أو عصارة قثاء الحمار قطره في الأذن ، أو خربق أسود أدخله في الأذن.
  للدم السائل من الأذن استعن بباب نزف الدم وبباب جمود الدم ، ويقطع النزف

**************************************************************
(1) کذا بالغين المعجمة ، والصحيح بکسر الميم والعين المهملة وآخره الألف المقصورة وهي كالصوف تحت شعر المعز (بحر الجواهر).
(2) بالكسر ـ إناء تغسل فيه الثياب (أقرب الموارد).
(3) کذا ولعله الغبار.
(4) كذا بالأصل.
(5) عفصل كفلس هي ثمرة شجرة البلوط ـ بحر الجواهر.
(6) كذا بالأصل.

 الحاوي في الطب ج (3)  ـ 8 ـ

  أن يخلط عصارة بخل ويقطر في الأذن ، ويقطع النزف بأن يطبخ عفص بخل ويقطر أن تسحقه بخل وعفص وتجعل منه شيافة ودعها خمسة أيام ثم أخرجها.
  آخر : يؤخذ حرف جزء وبورق ربع جزء واعجنهما بجرم التين واعمل منه شيافة مطاولة وأخرجها كل ثلاثة أيام مرة فإنه يخرج من الأذن وسخاً كثيراً ويخفف السمع من ساعته ، وينفع العسل يدخل في ثقب الأذن منه ومن الوسخ ، وينفع من الطرش الإسهال الدائم / المتواتر وتلطيف الغذاء وتغطية الرأس وشرب الماء الحار وماء العسل.
  قال : يصاح في الأذن بصوت عال فعلاً متوالياً وقطر فيها دهناً قد طبخ فيه أصول الخنثى (1) أو عصارة الفجل أو عصارة قثاء الحمار.
  للماء الذي يدخل في الأذن : يحجل على رجله من الجانب الذي يدخل الماء أو يمص بأنبوبة ثم يقطر فيها بعض الأدهان المطيبة.
  للحجر الذي يقع في الأذن : يدخل فيه ميل عليه صمغ بطم مداف او دابق او غيره من نحوه ويخرج به ، فإن لم يخرج فليعطس ويسد الأنف والفم فإنه يمدد الأذن ويخرج ، افعل ذلك مرات ، فإنه إن بقي هناك فإنه يحدث ورماً أو يخشى التشة فعليك بالإرخاء جهدك.
  للديدان وغيرها : يقطر فيها عصارة الحنظل وقثاء الحمار ، أو خلل وبورق ، أو عصارة الکبر ، أو عصارة فوتنج.
  للوسخ : ينشر في الأذن بورق ويصب عليه خلل ودعها ليلة مسدودة الرأس ثم يدخل من الغد الحمام ، افعل ذلك ليالي.
  لورم الأذن : يقطر في الأذن عصارة البنج ودهن الورد.
  للطنين : قطر فيها شحم البط ، واطبخ رمانة حلوة بشراب واسحقها / وضمدها بها فإنه نافع جداً جداً ، أو يؤخذ عدس فيطبخ بماء وتضمد به ، أو خذ مرداسنج وعدساً وزعفراناً وأفيوناً ، قال : فالطخها به فإنه جيد ، قال : وينفع هؤلاء الإمساك عن الغذاء وإسهال البطن والسكون ، وليحذر الشمس والحمام والحركة والقيء والصياح.
  في الخراجات التي تخرج في أصل الأذن ، قال : هذه داخلة في جنس الورم في اللحم الرخو ولذلك لا ينبغي أن يعالج بالقمع والمنع الذي هو أول آخر العلاج ، قال : وخاصة هذه الخراجات التي في أصل الأذن فإنا نعالجها بضد المنع والدفع وذلك أنا نعالجها بالجذب بالأدوية الجاذبة ، وإن لم تؤثر هذه الأدوية فيها أثراً محموداً استعملنا المحاجم.

**************************************************************
(1) هو نبات معروف وله ورق شبيه بورق الکراث ـ جامع المفردات.

 الحاوي في الطب ج (3)  ـ 9 ـ

  وذلك أن عنايتنا أن نجتذب الخلط المؤذي من داخل البدن إلى خارجه لا سيما متى كانت العلة في الرأس أو كان ذلك في الحميات ، فأما في هذين الوقتين على جذب الخلط الذي دفعته الطبيعة فإنا نحرص على أن نعين الطبيعة إلى ظاهر البدن لتخرج (1) ذلك الخلط عن الدماغ ، أو لتقطع الحمى ، فإن كان الخراج / في نفسه قوي التجلب فلا ينبغي أن نعينه بالجذب البتة بل نكله حينئذ إلى الطبيعة ، وذلك أنه إذا كان التجلب قوياً واستعملت المحجمة أو دواء يجذب عرض للعليل وجع صعب جداً لكثرة ما يميل إلى الموضع ضربة واشتدت حماه وضعفت قوته ، ولكن في مثل هذا الموضع اقصد لتسكين الوجع بالأدوية المرخية ، فإن هذه لاعتدال حرارتها ورطوبتها تسكن الوجع وتنضج الأخلاط وتجمع القيح (2) ، وإذا جمع فبطه واستفرغ المدة إن كانت كثيرة ، وإلا فحلل المدة بالأدوية اللطيفة الجاذبة تدعها (3) عليها وتقلعها كل يوم مرتين وتكمده وتعيده حتى يتحلل على ما وصفناه في باب تحليل المدة ثم التي تلين على ما بينا هاناله؛ وهذه الخراجات إذا لم تكن عظيمة قوية معها وجع شديد يسهل علاجها ، وذلك أنها لا تبادر إلى جمع المدة ولا توجع وجعاً شديداً ، وحسبك في هذا الموضع أن تكمد الموضع بكماد اللبلج (4) وتضمد بأضمدة أكثر حرارة وأكثر تحليلاً.
  / قال : إذا كان الخراج الذي في أصل الأذن يبتدىء بوجع شديد فإنه يحتاج إلى أضمدة تسكن الوجع وإلى تكميد متوالي بماء قراح قد طرح فيه شيء قليل من ملح ، ولهذا الورم أدوية تخصه وتحلله اطلبها في باب الخنازير فإن ها هنا قانون الفوجيلا (5) فقط ، وهذه الخراجات ما كان منها لا يطمع أن يتحلل إلا بتقيح لعظمه وشدة ضربانه فبادره وأعنه على التقيح ، فأما متى كان الورم يسيراً لا تبادر إلى التقيح فالداخليون ومرهم ما ميثا ومر (6) يبرئه.

**************************************************************
(1) أي لتخرج الطبيعة.
(2) القيح المدة البيضاء الخاثرة التي لا يخالطها دم كما أن الصديد ماء الجرح الرقيق المختلط بالدم قبل أن تغلظ المدة.
(3) أي أن تدع الأدوية.
(4) لعله البنج أو اللبخ : قد يؤخذ البزر (بزر البنج) على حد ته وهو يا بس ويدق ويرش عليه ماء حار في الدق وتخرج عصارته وعصارة هذا النبات هي أجود من صمغه وأشد تسكيناً للوجع ، واللبخ هذه الشجرة ورقها له قوة وقبض معتدل حتى يمكن فيه أنه إذا وضع في بعض الأوقات على الأعضاء التي ينفجر منها الدم نفعها الجامع 8 / 92 ، ولبخ الخيار شنبر أو القرظ ... يقطع وجع الأسنان وفي الكتب القديمة : أوحى الله إلى نبي وقد شكا إليه وجع الأسنان أن كل اللبخ ـ تذكرة داود ص 278.
(5) كذا بالأصل.
(6) إن كان (الورم) خفيفاً فاقتصر على الكماد بالملح أو على دواء الأقحوان وعلى الداخليون ومرهم ماميثا ومر القانون 2 / 190.

 الحاوي في الطب ج (3)  ـ 10 ـ

  لي : جملة أمر الخراج في أصل الأذن انظر إلى مقدار عظمه ومقدار ضربانه وحال البدن ، فإن كان البدن ممتلئاً والعظم والضربان قويان فعليك بالأدوية المسكنة للوجع ودع الطبيعة وفعلها ، وإن كان في الرأس علة رديئة او حميات ور آيت الدفع ـ ضعيفاً فأعن / الطبيعة بالأدوية الجاذبة والمحاجم ، فهذا ما ينبغي أن تفعله في أول الأمر فإذا خرج (1) وانتهى منتهاه فانظر فإن كان ما يتحلل من غير أن يتقيح فحلله بالداخليون ونحوه مما هو أقوى منه مثل الزفت ورماد الكرنب ومثل النورة والشحم العتيق ، فإن لم ينحل فأنضجه بالأضمدة المنضجة ، وإن كان هو منذ أول الأمر يبادر الى النضج فأعنه على ذلك ثم رم إن كان القيح لورم يسير بأن تحلله بالأدوية ، وإن كان عظيما فبطه وعالجه.
  الثانية من تقدمة المعرفة (2) : قال : إذا خرجت فى الأذن خراجات حارة عظيمة وكانت عنها حميات قوية يختلط بها الذهن فالأحداث يموتون منها أكثر من المشايخ ، ـ هـ وذاك أن الحمى يكون في المشايخ ألين / واختلاط الذهن فيهم أقل فيبقون إلى أن تتقيح آذانهم فيتخلصون بها ، فأما الشبان فلشدة حرارتهم يشتد اختلاطهم ووجعهم الثالثة من تقدمة المعرفة : قال : أوجاع الأذن الحارة مع الحمى القوية الدائمة دليل رديء لا يؤمن على صاحبه أن يخلط عقله ويهلك.
  قال جالينوس : أما هذا الوجع فإنه يعني به الحادث في الصماخ ، لأنه لا يكون من أجل غضاريف الأذن مثل هذا الخطر ، فأما من الصماخ فلقربه من الدماغ فقد يكون مثل هذا سريعاً ويعرض منه السكتة بغتة إذا صارت المادة الموجعة للأذن إلى الدماغ بغتة ، فانظر في سائر دلائل الهلاك ، واعمل بحسبه ، قال : وقد يعطب الشاب من هذه العلة في السابع ، فأما المشايخ فأبطأ من ذلك ، وذلك أن الحمى تكون فيهم ألين واختلاط العقل فيهم أقل ويسبق آذانهم فيتقيح ذلك ولكن في هذه الأسنان لهذا المرض عودات قاتلة ، فأما الشبان فقبل أن تتقيح آذانهم يهلكون ، وإن مدت آذانهم في حال سلموا إن كان مع ذلك علامة أخرى حميدة.
  الميامر : الأدوية النافعة من رضي الأذن : المر الصبر الكندر اسفيداج الرصاص

**************************************************************
(1) أي الخراج.
(2) هو كتاب من مصنفات أبقراط ثلاث مقالات وضمنه تعريف العلامات التي يقف بها الطبيب على أحوال مرض مرض فى الأزمان الثلاثة الماضى والحاضر والمستقبل ـ عيون الأنباء 1 / 21 ، وفسره جالينوس وجعله فى ثلاث مقالات ، ولجالينوس أيضاً كتاب نوادر تقدمة المعرفة مقالة واحدة يحث فيها على تقدمة المعرفة ـ عيون الأنباء 1 / 97 و 99.

 الحاوي في الطب ج (3)  ـ 11 ـ

  يطلي عليها من خارج ، وإذا ورم داخلها لشدة / الضربة وهاج الوجع يقطر فيها شحم البط والسمن ، وان نزف الدم فعصير الکراث والبا دروج. من اختيارات حيلة البراء : قال : القروح في الأذن تحتاج إلى أدوية قوية التجفيف جدا على قربها من الدماغ.
  لى : المائين عندنا إذا أزمنت المدة التى تجىء من الأذن جداً وطالت حشوا الأذن بقطن حشواً شديداً ولم يدعوا صاحبه ينام على ذلك الجنب ، وإنما يريدون بذلك حقن المدة ، فإذا احتقنت يومين أو ثلاثة خرج خراج في أصل الأذن فأنضجوه وبطوه وعالجوه فبرأ وتبين (1) لذلك سيلان المدة عن الأذن.
  السادسة من ثانية أبيذيميا : قال : نحن نقطر في الوجع الشديد من / الأذن اللبن من حلمة الثدي كيما يسكن بحرارته المعتدلة ويغري وهو نافع.
  لي : القول الذي ها هنا من وضع المحجمة على الأذن عند الوجع الشديد إنما هو غلط وقع في اتصال الكلام بعضه ببعض لا وجه له البتة ، فإن شئت فاقرأه لتعلم ذلك.
  اليهودي : إذا كان الوجع في الأذن من البلة والسدة فقطر في الأذن ماء الأفسنتين رطباً كان أو يابساً ، أو ماء قشور الفجل ، ومما يفتح الصمم : يدق ورق الحنظل الرطب ويقطر منه في الأذن وهو فاتر ، أو قطر فيها شياف المرارات ، قال : وينفع من الصمم بعقب البرسام التخبصل المتخذ بدقيق الشعير وإكليل الملك والبابونج ودهن حل (2) فاتر يلين العصبة ويطلق السمع.
  لي : فينبغي أن يضمد بالملينات لأن هذا إنما يحدث من جفاف يكون في ذلك العصب الذي يجيء إلى الأذن ، قال : وينفع النطول على رؤوسهم ـ إن شاء الله.
  أهرن : دواء جيد لقروح الاذن : آنزروت ودم الاخوين وقشور کندر وشياف ماميثا ومر وزبد البحر وبورق أرمني ، وصب في الأذن خلل واغسلها بصبه فيها مرات ثم يدخل فتيلة فنظفها ، / ثم يلوث الدواء بعسل واجعله فيها مفتراً ـ افعل ذلك غدوة وعشية فإنه يأكل الفاسد وينبت الصحيح ويبرئه.
  ولجمود الدم فيها : عصير الكراث وخل يقطر فيها ، أو يلقى فيها أنفحة أرنب مع خل.

**************************************************************
(1) ويجب بالجملة أن لا يحبس الصديد بل يمنع تولده ويجفف قروحها وكثير من المعالجين المحتالين يحشون الأذن المقيحة خرقا تمنع سيلان القيح عنها ويمنعون نوم العليل من ذلك الجانب لئلا يجد القيح مندفعاً فيه فيحوج إلى أن يميل نحو اللحم الرخو الذي في الأذن فيحدث ورما ويبطونه بعد الانضاج ويعالجو نه فيبرا سيلان المدة عن الاذن ـ القانون 157 / 1 .
(2) الحل : السمسم.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 12 ـ

  لي : والأدوية التى ت الدم خاذها من بابه ، قال : وانفخ في الاذن الکثيرة. مر باب سمح في القيح زاجا.
  وللدود : يقطر فيها عصير البصل وعصير الأفسنتين والكراث النبطي.
  قال أهرن : (1) إن لم يكن أفسنتين رطب فطبيخه.
  أهرن : للصمم وثقل عصير ورق الحنظل يقطر فيها أو جندبادستر ودهن الغار يقطر فيها وهما جيدان للأوجاع الباردة الغليظة.
  الطبري ، (2) قال : هذا دواء نافع للوجع في الأذن جداً ، شحم الإوز وأفيون وزعفران يجمع الجميع بعد أن يذوب الشحم وينقى ويجعل الشحم أكثر.
  لثقل السمع العارض بعد الأمراض الحارة : يقطر فيها خل مسخن مع عصارة الأفسنتين ولدخول الماء في الأذن : يهيج (3) السعال فإنه يخرج الماء من الأذن.
  أهرن : إذا كان مع الصمم فساد في سائر الحواس فالعلة في / الدماغ ، وإن كان خلاف ذلك فالعلة في عصب الأذن فقط ، وذلك إذا لم تكن آفة في المجرى ، فإذا حدث ثقل السمع فالحث (4) عن التدبير المتقدم والدلائل فإن وجدت امتلاء دموياً فافصد ولطف التدبير ، وإن وجدت طنيناً وثقلاً بلا درور العروق ولا حدة فأسهل بما يفرغ البلغم عن الرأس واستعمل بعد ذلك الغراغر القوية والعطوس وصب المياه المطبوخة بالخشخاش الحارة على الرأس نحو البرنجاسف والمرزنجوش وورق الغار والبابونج ونحوه وأكب الأذن على بخارها في قمع ، واستعمل الأدهان الحارة فإن ذلك يحلل فضول الأخلاط ويجفف السمع واجعل في الأذن من هذه الأدوية والأدهان ، فإن رأيت ثقل السمع بلا ثقل ولا امتلاء فإنه من السدد فأكب العليل على طبيخ الأشياء اللطيفة وقطر في الأذن أفسنتينا ونحوه من الأشياء المرة ، فإنه يفتح السدد ، والأشياء اللطيفة كالشونيز والفجل ، وعصارة الحنظل الرطب نافعة جداً

**************************************************************
(1) آهرن ترجم له صاحب العيون هو القس (بن اعين ـ عيون الانباء 193 / 1) صاحب الکناش والف کناشه بالسريانية ونقله ماسرجيس الى العربي وهو ثلاثون مقالة وزاد عليها ماسرجيس مقالتين ـ عيون . 109 / 1 الانباء .
(2) الطبري هو أبو الحسن علي بن سهل بن ربن (ربل ـ باللام أيضاً على اختلاف الأقوال) الطبري .... وهو معلم آبي بکر محمد بن زکريا الرازي صناعة الطب ـ عيون الانباء 309 / 1.
(3) ربما أخرجه (الماء الداخل في الأذن) السعال والعطاس .... وقد يستخرج أيضاً بالزرافة يدخل رأسها ويجذب عمودها فينجذب منه الماء القانون 2 / 159.
(4) كذا في نسخة . والظاهر : فابحث.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 13 ـ

  للصمم الكائن من سدة وأخلاط غليظة ، والجندبادستر ودهن الغار جيدان (1) الكائن من البرد وخدر العصب ، / ومرارات السباع بدهن لطيف حاراً (2) أيها شئت ، ثم وينفع من الأوجاع الكائنة عن الريح وعلامته تمدد بلا ثقل ـ الإكباب على أبخرة الحشايش اللطيفة.
  والأوجاع التي مع حرارة اعتمد فيها على الفصد والإسهال بالمطبوخ ، ويقطر في الأذن المبردة (3) المقوية المسكنة للوجع ، وإن هاج في الأذن وجع من قرحة فاسحق بزر بنج (4) أو أفيون مع شحم بط / وضعه فيها (5) مع إسفيداج الرصاص أو ضع فتيلة بعنب الثعلب وبياض البيض ودهن ورد.
  وكذلك للورم الحار والوجع الحار ، فإذا سكن وجع القرحة فعند ذلك عالج بالأدوية القوية التجفيف المنقية للقيح مثل الزاج وخبث الحديد ونحوها ولا تعالج بهذه ما دام الوجع شديداً ، والأوجاع العتيقة المزمنة لا تكون مع حرارة فعالجها بالأدوية الحارة اللطيفة ، وإن كان إنسان خرج الدم من أذنه ثم ثقل سمعه بعد ذلك فلعل مدة قد جمدت في صماخها فنقه بما يحلل الدم المنعقد ، وينفع من رطوبة الأذن والمدة : الخل والمر وطبيخ ورق الأس والشبث ونحوها من المجففات.
  ويقتل الدود فيها الأفسنتين والحنظل والمرارت وعصير الكبر والسقمونيا والخل وعصير الفجل والقطران وعصارة السذاب والفوتنج ، وينفع من الوسخ بورق وخل (6) وينقع من الحصاة / وما يدخل فيها التعطيس

**************************************************************
(1) قد سبق مثله بلفظ : هما جيدان للأوجاع الباردة . والغار هو شجر عظام له ورق طوال أطول من ورق الخلاف .... له لب يقع في الدواء وورقه طيب الريح يقع في العطر ويقال لثمره الدهشمت وهو اسم أعجمي وهو من نبات الجبال وقد ينبت في السهل وأهل الشام يسمونه الرند .... وزعم قوم أنه إن أخذ عود من عود شجر الغار وعلق على الموضع الذي ينام الطفل فيه يفزع دائماً نفعه منفعة كبيرة ـ الجامع 3 / هـ 1.
(2) كذا في الأصل والظاهر : حار .
(3) أي الأدوية أو الشيافات .
(4) في بزر البنج تسكين للوجع وهو المراد هاهنا ، الزرنيخ فيه صفة الحرارة الشديدة وهي تزيد الوجع لا تسكن ، أما إن كانت السدة في الأذن بسبب لحم زائد أو ثؤلول فيجب أن يغسل بماء حار ونطرون ثم يقطر فيها نحاس محرق وزرنيخ أحمر مسحوقان جداً بالخل حتى يحرق اللحم ثم تعالج القرحة ـ القانون 2 / 158 ، وقد يؤخذ البزر (بزر بنج) على حد ته وهو يا بس ويدق ويرش عليه ماء حار في الدق وتخرج عصارته وعصارة هذا النبات هي أجود من صمغه وأشد تسكيناً للوجع ... ديسقوريدوس ومن الناس من يخلط .... عصارة البزر وحده بالشيافات المسكنة للأوجاع في العين فينتفع بها وقد يوافق . سيلان الرطوبة الحادة السائلة إليها وأوجاع والأرحام ـ الجامع .
(5) أي في الأذن.
(6) (ومما جرب للدود أن يؤخذ من الشراب درهمان ومن العسل ثلاثة دراهم ومن دهن الورد درهم واحد يخلط بياض بيضتين ويفتر ويجعل في الاذن بصوفة مغموسة فيها يملا بها الاذن ويتکيء عليها المتشکي ولا ينام ثم يختطف دفعة في خرج دود کثير ـ القانون

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 14 ـ

  لي : يعمل ذلك بعد صب الدهن في الأذن وتركه ليلة ثم يدخل الحمام ويكمد بماء حار حتى يحمر ذلك الموضع خاصة ويلين نعماً ثم يعطس بقوة فإنه يتسع الموضع وتخرج (1) إن شاء الله ، وإذا عطس فليقبض على منخريه وفيه ليخرج الريح من الأذن.
  لي : استخرج سبب الوجع من التدبير والسن والزمان والمزاج ، والوجع الحار بلا مادة لا يکون معه تمدد ولا ثقل ولا تدبير يوجب امتلاء ويکون مع حرارة وحمرة ، وينفع هؤلاء اللبن يقطر فيها وعنب الثعلب ودهن الورد والخلاف ، وأما البارد في قطر فيها دهن السذاب ، وأما إذا كان مع ثقل وكان التدبير يوجب الامتلاء فاستفرغ أولاً ثم عالج ، وإذا كان تمدد بلا ثقل فعليك بالتجارب التي تفشل الرياح مثل طبيخ الصعتر والحاشا والثمام والمرزنجوش. وقطر منها في الأذن أيضاً.
  وهذا علاج نافع (2) : يعلق على الأذن محجمة مملوءة ماء حاراً. وإذا كان في الأذن ثقل وتمدد وضربان وحرارة فهناك فلغموني فالفصد أولاً واستعمل ما يسكن الوجع من الأدهان تقطرها فيها (3) فاترة وتصب فإنها تسكن الوجع وليكن دهن ورد وشحم البط أو شحم الثعلب ، فإن اضطررت فاستعمل ما يخدر لأن شدة ضربان الورم الحار خطر جداً في الأذن لقربها من الدماغ فلا تدع بعد استفراغ البدن التكميد الدائم بالدهن الفاتر تصبه فيها وتصبه عنها فإن ذلك سكون (4) الوجع ، فإن لم يسكن فاستعمل التخدير ، وإذا كان مع الورم الحار قرحة فاسحق الحضض والأفيون وأدخله فيها بصوفة وعسل واستعمل هذا في الضربان الشديد مع القرحة ، والقروح القريبة العهد يکفيها شياف الما ميثا ، والمزمنة تحتاج الى آن يخلط القطران بالعسل ويدخل هـ / فيها فإنه ينقيها جداً ، وأما الدوي فما كان منه في الحميات فلا تعالجه فإنه يسكن بسکونها ، فان دام (5) بعد الحمي آو کان بلا حمي فکمد الاذن بماء حار قد طبخ فيه

**************************************************************
(1) وتخرج أي الحصاة.
(2) وما ذكرناه في باب ما يكون سببه خلطا لحجا وما يكون سببه برداً ومما يليق بذلك أن يملأ محجمة (بكسر الميم وكذلك محجم بكسرها قارورة الحجام وهي التي يقال لها كأس الحجامة ، والمحجم ـ بالفتح ـ موضع الحجامة) ماء حاراً وتلصق حوالى الأذن ـ القانون 152 / 2.
(3) لان جميع ما يقطر في الاذن يجب آن يکون فاتراً غير بارد ولا حار ـ القانون 150 / 2.
(4) الظاهر : يسکن.
(5) أي دام الدوي ، وهو ـ بفتح الدال وكسر الواو آخره ياء مشددة ـ هو الصوت الذي لا يفهم منه شيء من دوي الذباب والنحل ، ومثله طنين بفرق يسير ، وهو أن صوت الطنين ، أحد وأدق والدوي أعظم والين.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 15 ـ

  افسنتين ، وصب فيها خلاً . ورد هر وارد ، أو عصارة الفجل مع دهن او طبيخ الخربق بالخل ، وإن كان الدوي مزمناً من خلط غليظ لزج فآية ذلك أنه لا يشتد بل يكون قليلاً فاستعمل فيه الخل والنطرون والعسل.
  صفة جيدة : يؤخذ خربق أبيض ثلاثة زعفران ثلاثة جندبادستر ثلاثة أنطرون عشرة يستعمل بالخل.
  وللدوي الشديد : جندبادستر وبزر الشوكران (1) يسحق بالخل ويقطر.

في عسر السمع والصمم

  المولود (2) لا يبرؤ والمزمن (3) جداً لا يبرؤ ، والكائن في الأمراض الحادة ينحل من نفسه وينحل بالإسهال ، وأما الكائن من خلظ غليظ فج فإنه يعالج بالفصد والإسهال والغرور والسعوط واستعمل الحمية (4) ، ويصب على الأذن ماء السذاب والمرارات (5) والخربق والقنة والجندبادستر ونحوها ، فأما الرض والفسخ الحادث فاستعن فيه بباب الرض أيضاً.
  قال : أما بقراط فأمر أن لا يعالج بشيء ، وأما الحدث فإنهم يأخذون مراً وصبراً وكندراً وقاقيا بالسوية يلطخ بالخل أو ببياض البيض ، أو يؤخذ لب الخبز ويمرس مع العسل ويضمد به ، فإن عرض فيها ورم حار فضمده بالسمسم المدقوق / واجعل في مجرى الأذن صوفة قد بلت (6) بالدهن ولا تشدها إلا شداً خفيفاً إن لم تجد بداً ، وأما الخراجات الحادثة فى أصل الأذن فاستعن بباب الخنازير أيضاً وهذا قال بولس. قال : إن كان الخراج في الأمراض الحادة لبحران فلا تمنع منه بل أعن عليه بالمحاجم والأدوية الجاذبة والكماد الدائم لأنه إن عاد إلى داخل كان ردياً خاصة إن لم يكن له رأس حاد ، فان کان له رأس حاد فان دفعه قوي ويکفيلاک أن تضع عليه المقيحة (7) ،

**************************************************************
(1) يقال له الشيکران ايضاً وهو البنج.
(2) أي الطبيعي.
(3) أي طال عهده.
(4) الحمية ـ بالكسر فالسكون ـ ما حمي من شيء ، والحمية الاسم من حمى المريض إذا منعه ما يضره أو من احتمى بهذا المعنى قال في الحديث : المعدة بيت الداء والحمية رأس كل داء.
(5) كذا ، ولعل قبله سقط لفظ : قطر ، قال الشيخ في القانون : وتقطير ماء البحر فيها حاراً نافع والخربق الأسود والمرارات نافعة وخصوصاً مرارة العنز بدهن الورد ، وقد زعم بعضهم أنه إذا أغلي الأبهل في دهن الحل في مغرفة مقدار ما يسود الابهل کان قطوراً نافعاً من الصمم ـ القانون 151 / 2.
(6) کذا ، والظاهر : لتت.
(7) أي الأدوية التي تخرج القيح ، قال الشيخ في القانون : فإن حدس أنه ليس يتحلل (الورم ، وهو الخراج) بل يقيح فالواجب أن يخرج القيح إما بتحليل لطيف إن أمكن أو عنيف ولو بشرط ومص ، ومما يخرج القيح منه بعد البط أو الشرط دواء اسميلون ومما هو موافق في هذه العلة لجذبه وتحليله ولخاصية فيه بعر الغنم بشحم الإوز أو الدجاج ـ القانون 2 / 111.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 16 ـ

  وإن كان الخراج بلا حمرة ولا ورم في الرأس وقلة اندفعت فافصد وعالج علاج الأورام الحارة ، وإذا جمع مدة فحللها بالدواء الذي يهياً بالثوم.
  وما كان من هذه العلة خفيفاً فإن الكماد بالملح وحده يحلله ، قال : أو ضع عليه ـ الدواء المتخذ بالأقحوان فإن هذا الدواء نفس (1) المدة / بلا وجع ، فإن أزمن الخراج الذي في أصل الاذن فليعجن رماد الصدف بالشحم والعسل وضعه عليه ، أو تينا قد طبخ بماء البحر أو فراسيوناً وملحاً فإنه يحلله ، أو ضمده بالأشق أو المقل ولبني الرهبان (2) والزفت وشحم الثور ومخ الأيل ونحوها ، واستعن بباب تحليل الأورام.
  في انسداد الأذن بلا وجع يحس صاحبه كأنه مسدود بقطنة : اسحق عصارة السلق ومرارة الثور وصب فيه ، او ضع فيه دهن السوسن.
  لي : أو ضع فيه قطنة بدهن مرزنجوش.
  قال : الورم الذي في الصماخ رديء ويکون معه حمي واختلاط العقل ، وأسرع من يهلك من ذلك الشباب (3) ، فأما المشايخ فلانه لايکون بهم حمي يتقيح ويستريحون منه ، وربما هلكوا بعد التقيح أيضاً بأن تسيل المدة إلى الدماغ ، قال : فابدأ في علاج الشباب من ذلك بأن تمرخ دهن الورد بخل خمر وتصب منه قليلاً وهو فاتر في الأذن ، وقد يصب عليه بعد ذلك قشور القرع مع دهن ورد ، وإن احتجت فاخلط الأفيون ولبن امرأة.
  لي : الفصد نافع من هذا الوجع فس الغاية والاسهال والطعام القليل وشرب الماء.

**************************************************************
(1) كذا الظاهر : ينفس ، قال في القانون : وخصوصاً . إذا عرض الورم في الحميات وأوجاع الرأس فيعان على جذب المادة إلى الورم بكل حيلة ولو بالمحاجم إن كان ليس منجذباً سريع الانجذاب وينبغي أن تقلل المادة بالفصد إن احتيج إليه وإن كان شديد التحلب والانجذاب تركناه على الطبيعة لئلا يحدث وجعاً شديداً وتتضاعف به الحمى بل يجب أن يقتصر إن كان هناك وجع شديد على ما يرخي ويسكن الوجع مما هو رطب حار وان کان ابتداؤه بوجع شديد فاقتصر على التکميد بالماء القراح وان کان خفيفاً فاقتصر على الكماد بالملح أو على دواء الأقحوان ـ القانون 165 / 2.
(2) شجرة الميعة شجرة جليلة لها خشب يشبه خشب شجرة التفاح ولها ثمرة بيضاء أكبر من الجوز يشبه عيون الأبيض من البقر ويؤكل ظاهرها وفيه مرارة وثمرتها التي داخل النوى دسمة يعصر منها دهن وقشر هذه الشجرة الميعة السائلة وصمغتها هو اللبنى وهو ميعة الرهبان وهو صمغ أبيض شديد البياض وهو العبهر وهو لبني الرهبان ـ الجامع / 171.
(3) في نسخة الشبان ، والشبان أسخن مزاجا ومادة وأورامهم المؤلمة أحد كيفية وأشد إيجاعاً والمشايخ يكون أورامهم ألين ولا يكون معه حمى أو تكون فتكون ألين واختلاط العقل فيهم أقل فتقيح الأورام ويستريحون منها.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 17 ـ

  للقروح : خذ لباناً فأدفه بشراب وقطره فيها فإنه يأكل اللحم الميت وينبت الحي.
  لي : الأنزروت والعسل يفعل ذلك حقاً ، وجملة أنه يحتاج إلى المنع من التقيح ، ثم ان لم يکن فان يعان على ذلک بالتکميد بالماء الحار ببخار با نبوب وبالدهن الفاتر وبمرهم باسليقون ، فإذا فتح عمل في سيلان المدة ثم نقيه بماء يغسل ثم في الحامه سريعاً بما يجفف بقوة وهو توضر وتنصر استعملت القوية التجفيف والأكالة.
  لي : خذ زرنيخاً أحمر فاسحقه نعماً بعسل وأدخل فيه فتيلة واجعلها في الأذن فإنها نافعة جداً بالغة النفع تنقي وتجفف القروح ولا تؤذي صاحبه وثق بهذا واعمل عليه فإنه مجرب.
  في الضربة تصيب الأذن : اطلبها فى باب الضربة أو تحول إليها ، قال : اعتمد على المر ودقاق الکندر والطخه عليها ولا تشده شديداً ـ فانه ي جذب ـ لکن برفق.
  شرك (1) قال : يقطر في الأذن الوجعة من الريح والبرد دهن الخردل قد طبخ لك فيه حلتيت وزنجبيل وشل (2) وهو آخر الفعل فإنه عجيب.
  مجهول : للثقل والطرش في الأذن : يؤخذ صبر وجندبادستر وشحم الحنظل وفرفيون فيعجن بمرارة البقرة ويجعل شيافاً ويحك عند الحاجة ويقطر في الأذن ـ إن شاء الله.
  وقال : مما هو نافع للصمم جداً أن يأخذ كافوراً أجود ما تقدر عليه فينعم سحقه وتجعل منه فتيلة وتدخل في الأذن فإنه نافع جداً.
  لي : مجرب : الكبابة والقاقلة.
  وللصمم : يدق الفجل والملح ويقطر في الأذن أو يقطر فيها مرارة العنز فإنه جيد بإذن الله ، ويستخرج دهن الخردل فيقطر في الأذن ويوضع فيها قطنة ملوثة به وتغمز جيدا ـ إن شاء الله ـ وينام / عليه بالليل فإنه نافع للصمم ، أو قطر فيها دهن اللوزن من الجبلي فإنه نافع ـ إن شاء الله.
  لوجع الاذن عجيب جداً : يؤخذ من ورد خام فيصب عليه خل ثقيف ، ويغليه

**************************************************************
(1) هو شرك الهندي كان ، من علماء الهند وفضلائهم ، له کتاب فسره عبد الله بن علي من الفارسي الى العربي لأنه أولا نقل من الهندي إلى الفارسي ـ عيون الأنباء 2 / 22.
(2) شل يقال بشين معجمة مضمومة ولام بعدها ـ قال ابن البيطار إن الشل بالهندية هو سفرجل هندي وهو ثمر مدور بمنزلة الجلوز لا قشر عليها وقته مثل قوة الزنجبيل حار في الدرجة الثالثة رطب في الأولى يلطف الکيموسات الغليظة وينفع من صلابة العصب ، وقال نقلاً عن ابن سينا طعمه مر حريف قابض ويکسر الرياح وفيه تحليل عجيب نافع للعصب ـ الجامع لابن البيطار 3 / 98.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 18 ـ

  غليات ثم يدعه حتى يفتر (1) ويقطر منه في الاذن قطرات تسکن الوجع وهو جيد للضربان.
  شمعون : (2) علاج موافق لجميع أوجاع الأذن : يحذر التخم والامتلاء من الطعام خاصة الغليظ ، وليأكل منه ألطفه وأسرعه هضماً ، ونزولا ، وليکن بطنه ابداً ليناً وليحذر البرد والريح في أذنه ويكون عليها وقاء أبداً ويكمدها في الأحايين إذا صابها برد.
  لثقل السمع : قطر فيها بعد التنقية عصارة الكراث ومرارة البقر ، / أو طبيخ شحم الحنظل ، أو ضع فتيلة خربق أسود بخل ، أو ضع في الأذن فتيلة الخردل والبورق والتين ، ودعه ثلاثة أيام ثم صح في أذنه بصوت شديد صياحاً دائماً لا يفتر ثم انفخ في أذنه بأنبوب نفخاً شديداً حتى ينفتح أذناه ، أو اتخذ حباً من جند با دستر وحب الغار يعجن بخل ويحك ويقطر فيها دهن اللوز (3) المر الجبلي فإنه يبرىء ، أو ضع في الأذن أنبوباً على قدره ومصه بشدة مرات فإنه نافع للصمم الشديد.
  ابن ماسويه : ينفع من الصمم دهن الكادي (4) العتيق وينفع منه مرارة العنز مع دهن الورد وينفع الصمم فتيلة الخردل.
  فيلغريوس (5) ، قال : أنفع ما خلق الله للطنين والدوي والثقل دواء الفوتنج المغسول الموصوف في حفظ الصحة يقطر فيها ولا تكون في الأذن حرارة وورم حار فانه يهيجه.
  مجهول : ينفع من الدوي دهن الورد إذا قطر مع خل ، وينفع من الريح الغليظة

**************************************************************
(1) قال الشيخ في وجع الأذن وأن يقطر في الأذن دهن الورد مفتراً وهذا الدواء ذكر عمله في القانون أيضاً : أو يطبخ دهن الورد في ثلاثة أمثال خلل خمر حتى يذهب الخل ويبقي دهن الورد ويستعمل ذلل قطوراً ، لکن آبا بکر الرازي لم يذکر دهن الورد کما تراه ـ القانون 153 / 2.
(2) هو شمعون الراهب المعروف بطيبويه ـ عيون الأنباء 199 / 1.
(3) والظاهر ما أثبتناه ، واللوز فالحلو منه حار رطب فى وسط الدرجة الأولى ويغذو البدن غذاء يسيراً ، والمر منه حار في الدرجة الثالثة هو عاقل للطبيعة ينقلب إلى المرار ويكثر الصفار ومذهبه مذهب الدواء لا مذهب الغذاء ، واللوز الثالث هو لوز البربر قال ابن البيطار نقلاً عن ابن رضوان هو ثمر شبيه بصغير البلوط اصفر اللون في احد جوانبه ثقب غير نافذة ال? داخله وداخله شبيه بحب الصنوبر يجلب من شجر كبار بالمغرب الأقصى حار يابس للبطن ودهنه ينفع من الطرش القديم ووجع الأذن نفعاً بينا ـ الجامع للمفردات / 112 ، ولعله هو المراد هاهنا.
(4) نبات الكادي (بدال مهملة ، وفي بحر الجواهر بذال معجمة) ببلاد العرب بنواحي عمان وهو الذي يطيب الدهن الذي يقال له دهن الکادي ... وأما شراب الكادي فإنه المعروف بشراب الکدر ـ الجامع 4 / 45.
(5) هو من الأطباء المشهورين من بعد وفاة جالينوس وقريباً منه صاحب التصانيف وله من الكتب كتاب من لا يحضره طبيب ـ عيون الانباء 1 / 103.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 19 ـ

  والوجع البارد : جندابادستر وفلفل وفرفيون وشو نيز يجعل حباً کالعدس ويداف واحدة في الدهن الرازقي ويقطر فيها إن شاء الله.
  للطرش : قال : ينفع من الطرش عجيب : يؤخذ سمسم وخردل بالسوية فيخرج دهنهما ثم يقطر منه في الأذن ويكون أبداً رأسه مسدوداً. قال : ومما يعظم نفعه للصمم الذي يكون من بلة كثيرة في الرأس : يوضع على رأس بعد حلقه ضماد الخردل.
  ابن طلاوس ، قال : ينفع من الدوي في الأذن أن يقطر فيها طبيخ الأفسنتين ، أو يقطر فيها عصارة الفجل ، أو خلل خمر ودهن ورد ، / وإن أزمن فليقطر فيها ماء قثار ـ ل ـ الحمار أو يجعل فيها فتيلة الخردل والتين فإنه يخفف السمع.
  قال : وإياك أن تغافل عما يقع في الأذن من حجر ونواة فإنه يهيج الورم والوجع ثم التشنج والموت ، لكن رم إخراجه بما يتدبق (1) به فإن لم يخرج فبالعطاس وإمساك النفس.
  لي : فإن لم يخرج فصب في الأذن دهناً مفتراً وأدخل في الحمام ثم عطس هناك.
  الساهر (2) : قطور جيد مجرب لوجع الأذن الحار : دهن ورد جزء خلل خمر مثله يطبخ حتى يذهب الخل ويقطر في الأذن.
  قطور ينضج البثور التي في الأذن ، طبيخ التين والحنطة يقطر في الأذن وتملأ ـ وتوضع فيها فتيلة فيسرع نضجه.
  لي : الحال في هذه البثور كالحال في الخراجات فإذا أنت رمت التسكين مدة ولم يکن يسکن واشتد الضربان فأعن على التفاتيح.
  فيلغريوس ، قال : قد يعرض وجع الأذن بسبب ريح باردة تصيبها واستحمام بماء بارد.
  قال : ولثقل السمع : أسهله بالأيارج بشحم الحنظل وأدم الغرغرة بالخردل ثم كمده بطبيخ الأفسنتين بأنبوب أو بطبيخ ورق الغار ، وبعد ذلك اغل الخربق الأسود في الخل وقطر منه في الأذن.

**************************************************************
(1) يتدبق به أي يلصق به.
(2) اسمه يوسف ويعرف بيوسف القس عارف بصناعة الطب وکان متميزاً في ايام المکتفي وقال عبيد الله بن جبرائيل عنه نه کان به سرطان في مقدم راسه وکان يمنعه من النوم فلقب بالساهر من اجل مرضه ... وللساهر من الكتب كناش وهو الذي يعرف به وينسب إليه وهو مما استخرجه وجربه في أيام حياته وجعله مقسوماً إلى قسمين فالقسم الأول تجري أبوابه على ترتيب الأعضاء من الرأس إلى القدمين وابوا به عشرون باباً ، والقسم الثاني تجري ابوا به على غير ترتيب الاعضاء وهو ستة ابواب ـ عيون الانباء 1 / 203.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 20 ـ

  التذکرة (1) ، قال : لثقل السمع مرارة ماعز وبوله ، وللدوي يقطر فيه عصير الأفسنتين أو عصير الفجل مسخناً ، الکمال والتمام (2) : دواء نافع : الجلنار يقطر فيه (3) ، وماء القرع ودهن ورد فإنه عجيب.
  دواء نافع للدوي في الأذن : يؤخذ دهن السوسن وشيء من ماء السذاب أو دهرن لوز مر وخل خمر يقطر . قال : ويتحذر صاحب وجع ودويها العشاء (4) والأطعمة الغليظة.
  المنجح ، (5) قال : يحدث مع البشرة في الأذن حرارة وحرقة وضربان شديد ، وعلاجه في أول الأمر : الفصد واللبن ودهن الورد وماء القرع ونحوها؛ فإن لم يسكن وأردت أن تنضج فقطر فيها طبيخ التين وبزر مرو (6) يقطر فيها حتى ينضج ، فإذا انفجر عولج بالمرهم من خلل خمر ومرداسنج وإسفيداج ودهن ورد وانزروت ودم الأخوين ، / وإن أزمن فالتي (7) فيها عروق ، وإن أزمن أكثر فألق فيه زرنيخاً أصفر.
  لي : يسحق المرادسنج بالخل ودهن الورد حتى ير بوئم يلقي عليه سرنج (8) وأنزروت وعروق وزرنيخ أصفر ويعالج به المدة في الأذن عجيبي ، ويجعل في الأذن فتيلة بمرهم باسليقون فإنه ينضج ويفجر الورم.

**************************************************************
(1) هو کتاب التذکرة العبدوس ، کان طبيباً مشهوراً بغداد حسن المعالجة جيد التدبير ويعرف کثيراً من الادوية المركبة وله تجارب حميدة وتصرفات بليغة في صناعة الطب ، .... وكان في أيام المعتضد الذي توفي ليلة الثلاثاء السبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومائتين ـ عيون الأنباء 1 / 221.
(2) هو کتاب الکمال والتمام لابن ماسويه ـ عيون الانباء 1 / 183.
(3) كذا بالأصل ولعله : فيها.
(4) هو العشاوة أو العمى ، وهو ليس المراد هاهنا والصواب ما أثبتناه بالفتح والمد ، وهو طعام العشي.
(5) المنجح هو کتاب المنجح في الصفات والعلاجات لابن ماسويه ـ عيون الانباء 183 / 1.
(6) مرو وبزره أقل حرارة من بزر الكتان لكنه أشد إنضاجاً للجراحات وإذا قلي عقل البطن وقوى الأمعاء فإن لم يقل أسهل وكذا حال البزور اللعابية ، ابن سينا .... وجميع اصنافه مفش للريح لطيف محلل للنفخ والبلغم مفتح للسدد الباردة حيث كانت ويقطر ماؤه مع اللبن في الأذن الوجعة ـ الجامع 8 / 4.
(7) قال الشيخ في القانون .... : ومن الأدوية القوية في هذا الباب توبال النحاس مع زرنيخ وعسل وخل .... ورباما احتيج الى مرهم الزنجار وذلله اذا از من وتوسخ ـ القانون 157 / 2.
(8) إسرنج هو الصيلقون (السيلقون ـ بالسين في الجامع لابن البيطار) وصنعته : أن يحرق الاسفيداج أو الرصاص على طابق ويذر الملح عليه وتحريکه وطفيه في خلو واعادته ما لم يفتت الى الحرق ثم يقرص وباقي أحكامه كالإسفيداج ، وقيل إن الإسرنج أشد نفعاً في القروح ، تذكرة داود صيي وقال ابن البيطار نقلاً عن جالينوس : إذا أحرق الاسفيداج واستحال صار منه الإسرنج وهو دواء ألطف منه ولکنه ليس هو مما يسخن ـ الجامع للمفردات.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 21 ـ

  قال في المنهج : فإنه يلقى فيه من الإسرنج مثل مرداسنج ومن دم الأخوين جزء ومن الأنزروت ثلثا جزء وعروق نصف جزء ، والأدوية الموجودة.
  قال : يكون وجع الأذن من رياح باردة أو من برد يصيبها وبعد الخروج من الحمام أو ورم او ريح غليظة أو اشياء رديئة تنصب في الأذن ، قال : يستدل على الحرارة بحمرة الوجه والتدبير المتقدم ، قال : الذي يوجع لما دخل فيها صب فيها دهنا مسخناً واجعل قطنة بدهن الورد مسخناً فيه (1) ، والذي لريح لا منفذ لها فاعرفه بتمدد العضو فعطسه وأدلك أذنه وبعد الدلك أكبه على بخار المرزنجوش والفوتنج والدهنه عند النوم بدهن البابونج وشبث.
  المنقية (2) لابن ماسويه : لوجع الأذن من البرد : يقطر فيها ماء بزر البنج الأبيض أو ماء ورق الغرب.
  من سياسة الصحة (3) ينسب إلى جالينوس ، قال : مما يحفظ على الأذن صحتها ويمنع النوازل إليه الورد والزعفران والسنبل ، وقال : ينفع من طنين الأذن أكثر من كل شيء الإسهال والغرغرة.
  تياذوق ، قال : لا شيء أنفع للريح في الأذن من أن يؤخذ مثل العدسة من جندبادستر فيداف في دهن الناردين ويقطر فيها وقد يكون دوي في الأذن من الحرارة ويسکن اذا قطر فيها دهن الورد.
  لي : امتحن ذلك بأن تقطر فيها أولاً وتنظر فعله ، قال : وينفع من أوجاع الأذن جملة قلة الطعام وإسهال البطن والهدوء والراحة ، قال : وقد رأيت كثيراً برءاً من الثقل في الأذن بدهن الفجل أو بعصير الفجل ، وينفع منه أن ينفخ في آذانهم بالمزمار نفخاً شديدا.
  الخوزي ، قالت : إنه لا يعرف دواء لوجع الأذن أبلغ من شحم الإوز.
  ابن سرابيون : ينفع من الطرش من سدة بلا وجع خربق أبيض مثقالان .... (4) .

**************************************************************
(1) الظاهر : المسخن فيها ، أي اجعل في الأذن قطنة بدهن الورد المسخن.
(2) ولم نجد هذا الکتاب في العيون من کتب ابن ماسويه ، وابن ماسويه هو يوحنا (واخوه ميخائيل) توفي بسر من رأى يوم الاثنين لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين ومائتين في خلافة المتوكل ـ العيون 1 / 182 ، ولعله كتاب في الأدوية المنقية ، وهو كتاب من الكتب لجالينوس ـ عيون الأنباء 1 .
(3) ذكر ابن البيطار كتاب الحيلة لحفظ الصحة من مصنفات جالينوس ، فلعله هو المراد بسياسة الصحة.
(4) موضع النقاط ولعله : نطرون ، قال الشيخ في القانون : ومما جرب في ذلك أن يؤخذ من الجندبادستر وزن ثلاثة دراهم ومن النظرون وزن درهم ونصف ومن الخربق درهم ونصف ويتخذ منه كالأقراص ويستعمل قطوراً ـ القانون 1 / 2 هـ 1.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 22 ـ

  ستة عشر مثقالاً زعفران ثلاثة مثاقيل يعجن بالخل / ويقطر في الأذن ، ويصلح أن يقطر فيها ماء الأفسنتين فاتراً مع دهن لوز مر.
  لي : لوجع الأذن البارد يداف من الغالية (1) دانق في مثقال دهن بان او خيري ويقطر فيها فإنه يصلح للمترفين.
  قال : الأدوية النافعة لوجع الأذن : زيت العقارب إذا / قطرت فيها ، وإن سال من الأذن صديد فدهن الشهدانج ينفعها.
  لوجع الأذن الحار : يطبخ دهن الورد بالماورد والخل حتى يفنى ثم يداف فيه فلونيا حديثة ويقطر فيها ، وإن كانت هناك دلائل ورم حار فقدم الفصد فإن صاحبه على خطر إن كان في الصماخ ثم أدف أفيوناً في ماء وقطر فيها أو خل ودهن ورد ، فإذا قاح وجرت المدة فاستعمل العسل والأنزروت ، فإن طال الأمر ونتن المدة فاستعمل مرهم الزنجار.
  الطرشة القديمة المزمنة التي قد أتى لها عشر سنين والمولود لا برء له ولا علاج ، وما يبرىء منها طويل أيضاً يكون بإدامة النفض والغرور ، وأن يجعل في الأذن جندبادستر يقطر فيها مع دهن الشبث ، أو ماء السذاب مع عسل ، أو مرارة ماعز مع بارزد.
  الطنين يکون للنا قهين ولذکاء الحس ولريح غليظة محتبسة ، فلذا / کان يهيج ويسكن فذلك ريح ، وإن كان ثابتاً فسببه أخلاط غليظة.
  الدوي الذي للناقه قطر فيه خلل خمر ودهن ورد ليقوي العضو ، والذي لريح غليظة اسحق شيئاً من فربيون بدهن الحناء قطر فيها ، أو جندبادستر مع دهن السذاب.
  والذي لأخلاط غليظة : خربق وعاقر قرحا وبورق يتخذ أقراصاً ويلقى في الأذن بخل ، أو يؤخذ كندش وزعفران وجندبادستر مثقال مثقال خربق أبيض أربعة مثاقيل بورق مثله يقرص وعند الحاجة يداف ويقطر فيها فإنه جيد للطنين والطرش.
  دواء لوجع الأذن الحار : يداف أربعة دراهم ميعة سائلة ومثقالان بارزد في أوقية ونصف خيري حتى اينحلا ويرفع عند الحاجة يفتر ويقطر فيها. والذي لريح غليظة اکثر الاکباب على بخار الافسنتين والشيح والفوتنج والصعتر ، وقطر فيها بعد ذلك دهن الفجل.

**************************************************************
(1) (غالية) تلين الأورام الصلبة وتداف بدهن البان أو الخيري وتقطر في الأذن الوجعة وشمها ينفع المصروع وينعشه والمسکوت وتسکن الصداع البارد ... وشم الغالية يفرح القلب وهي نافعة من أوجاع الرحم الباردة حمولا من أورامها الصلبة والبلغمية ويدر الطمث ـ الجامع 2 / 148.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 23 ـ

  للطنين : قرنفل ذکر نصف درهم مسلک دانق يداف بماء المرزنجوش والسذاب ويقطر في الأذن.
  من قرابادين حنين : جيد جداً للطنين في الأذن : دهن السوسن / يخلط معه قليل ماء السذاب أو دهن اللوز المر وخلل خمر ويقطر.
  الثالثة من الميامر : (1) للوجع الحادث عن ضربة ، ينقع قطعة كندر أبيض في اللبن حتى اينحل ويقطر فيها فانه يسکن على المکان.
  الاقرابادين : ينفع من وجع الاذن من ضربة آن يکمد بطبيخ البنجنکشت والحرمل والاس يطبخ ويکب الاذن عليه وقد دهنتها بشيرج فانه جيد بالغ ويدهن حواليها.
  روفس (2) في شري المماليك ، قال : كلما كانت القرحة في الأذن أعتق كانت أشر ويستدل على شرارتها بسعة ثقب الأذن وبالصديد / المنتن الرقيق فإنه في هذه هي الحال لا يؤمن أن ينكشف بعض عظام الأذن.
  لي : في مثل هذه الحال يحتاج أن يدخل المراهم الكاوية ثم التي تبنى على العظام العارية اللحم (3) وابدأ بهذه فإن أنجيت وإلا فالكاوية.
  ج : عصير الفوتنج النهري يقتل الديدان في الأذن ، دهن الشادنج نافع لوجع الأذن من سدة ، عصارة الكبر تقتل الديدان فى الأذن ، القطران يقتل الدود في الأذن ، عصير جرادة القرع إن قطر في الأذن مع دهن ورد سكن الوجع والورم الحار ، الحضض جيد لسيلان المدة وقروحها ، عصارة الفراسيون تستعمل في علاج وجع

**************************************************************
(1) من مصنفات جالينوس كتاب في تركيب الأدوية جعله في سبع عشرة مقالة ... وقال ابن أبي أصيبعة : أقول وجملة هذا الکتاب الذي رسمه جالينوس في ترکيب الأدوية لا يوجد في هذا الوقت إلا وهو منقسم الى کتابين وکل واحد منهما على حدته ولا يبعد آن الاسکندرانيين لتبصرهم في کتب جالينوس صنعوا هذا أو غيرهم فالأول يعرف بكتاب قاطاجانس ويتضمن السبع المقالات الأولى التي تقدم ذکرها ... (وهي مذکورة في موضع النقاط لم ننقلها) والاخر يعرف بکتاب الميامر ويحتوي على العشر المقالات الباقية ، والميامر جمع ميمر وهو الطريق ويشبه أن يكون سمي هذا الكتاب بذلك إذ هو الطريق إلى استعمال الأدوية المركبة على جهة الصواب.
(2) هو روفس الکبير وکان من مدينة افسس ولم يکن في زمانه احد مثله في صناعة الطب وقد ذکره جالينوس في بعض كتبه وفضله ونقل عنه ، ولروفس من كتبه مقالة في شرى المماليك ـ عيون الأنباء 1 / 24.
(3) قال الشيخ في القانون : وأما المزمنة من العميقة فإنها رديئة جداً ربما أدت إلى كشف العظام ويدل عليها اتساع المجرى وكثرة الصديد المنتن فيحتاج إلى مثل القطران مخلوطاً بالعسل ومثل مرارة الغراب ، والسلحفاة بلبن امرأة أو قردمانا ونطرون مجموعين بتين منزوع الحب يتخذ منه فتائل وتستعمل بعد تنقية الوسخ ، والكاوية هي الأدوية المحرقة للجلد إحراقاً بغير رطوبة ويجففه فيصلبه وکالزاج المحرق ونحوه ـ القانون 157 / 2.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 24 ـ

  الأذن لذا طال وعتق ، واحتيج الى شيء يفتح وينقي ثقب السمع والأخرى التي تجيء (1) مع عصبة السمع من الغشايين اللذين على الدماغ.
  لي : هذا جيد للطرشة. ورده الخروع جيد لوجع الأذن.
  د (2) : دهن اللوزالمر جيد لوجع الاذن ودويها وطنينها ، وکذلل دهن البان ودهن البنج الأبيض جيد لوجع الأذن.
  شياف ـ جيد لوجع الأذن والمدة السائلة ـ من العشرة (3) : أفيون ثلاثة دراهم جندابادستر در همان ماميثا آربعة دراهم يستعمل عجيب.
  د : المر إذا خلط بلحم الصدف وضمد به صدف الأذن من هشم وضربة نفع.
  د : الکندر اذا خلط بخمر حلو وقطر في الاذن سکن عامة آوجاعها لا ي خطيء فى ذلك.
  د : الكندر إذا خلط بزفت وطلي به نفع من شدخ صدف الأذن.

**************************************************************
(1) قال الشيخ : اعلم أن الأذن عضو خلق للسمع وجعل له صدف معوج ليحبس جميع الصوت ويوجب طنينه وثقب يأخذ في العظم الحجري ملولب معوج ليكون تعويجه مطولاً لمسافة الهواء إلى داخل مع قصر تحت الذي لو جعل الثقب نافذاً فيه نفوذاً مستقيماً لقصرت المسافة وإنما دبر لتطويل المسافة إليه لئلا يغافص باطنه الحر والبرد المفرطان بل يردان عليه متدرجين إليه وثقب الأذن يؤدي إلى جوبة فيها هواء راكد وسطحها الأنسي مفروش بليف العصب السابع الوارد من الزوج الخامس من أزواج العصب الدماغي وصلب فضل تصليب لثلا يکون ضعيفاً منفعلاً عن قرع الهواء وکيفيته فلذا تادي الموج الصوتي إلى ما هناك أدركه السمع وهذه العصبة في أحوال السمع كالجليدية في أحوال الأبصار وسائر أعضاء الأذن كسائر ما يطيف بالجليدية من الطبقات والرطوبات التى خلقت لأجل الجليدية ولتخدمها أو تقيها أو تعينها والصماخ كالثقبة العتبية وخلقت الأذن غضروفية فإنها لو خلقت لحمية أو غشائية لم تحفظ شکل النقعير ، والتعريج الذي فيها ولو خلقت عظيمة لتأذت والآذت في كل صدمة بل جعلت غضروفية لها مع حفظ الشكل لين انعطاف وخلقت الأذن في الجانبين لأن المقدم كان أوفق للبصر كما علمت فاشغال بالعين وخلقت تحت قصاص الشعر في الانسان لئلا تکون تحت ستر الشعر وست اللباس ـ القانون 148 / 2.
(2) رمز لد يا سقوريدوس ، ترجم له ابن ابي اصيبعة في عيون الانباء 1 / 35 ما نصه : دياسقوريدس العين زربي صاحب النفس الزكية النافع للناس المنفعة الجلية المتعرب المنصوب السائح في البلاد المقتبس لعلوم الأدوية المفردة من البراري والجزائر والبحار المصور لها المجرب المعدد لمنافعها قبل المسألة من آفاعيلها ... وقال حنين بن اسحاق : ان دياسقوريدوس کان اسمه عند قومه ازدش نياديش ومعناه بلغتهم الخارج عنا قال حنين وذلك أنه كان معتزلاً عن قومه متعلقاً بالجبال ومواضع النبات مقيماً بها في كل الأزمنة لا يدخل إلى قومه في طاعة ولا مشورة ولا حكم فلما كان ذلك سماه قومه بهذا الاسم ومعنى ديسقوري باليونانية شجار ودوس باليوناية الله ومعناه أي ملهمه الله للشجر والحشائش ، وله
(3) كذا ، ولعله من المقالة العاشرة من كتاب.

 الحاوي في الطب ج (3)   ـ 27 ـ

  لي : ليطلى به بلبن القطران ، إذا قطر في الأذن قتل الدود وسكن الدوي والطنين.
  دهن الغار جيد لثقل السمع جداً ، وإن خلط به دهن ورد وخل خمر عتيق نفع من دوي الأذن ووجعها وطنينها.
  اللادن إذا قطر في الأذن مع الشراب ورده وردسکن اوجاعها ، سلخ الحية إذا طبخ بشراب وقطر في الأذن كان نافعاً من أوجاعها جداً.
  ماء البصل إذا قطر في الأذن نفع من الطنين والطرش وسيلان المدة والماء الواقع فيها.
  الزوفا والصعتر إذا بخر الأذن بطبيخهما حلل الريح منها جداً ، عصارة السذاب إذا سحقت مع قشور رمان المسحوق وقطرت في الأذن سكنت وجعها البتة.
  لي : هذا جيد في الوجع البارد والذي ليس بشديد الحرارة وهو بليغ.
  الأنيسون إذا سحق وخلط بدهن ورد وقطر في الأذن نفع ما يعرض في باطنها من الانصداع من سقطة وضربة ، نافع لوجع الأذن جداً يغلى في الدهن ويقطر فيها.
  ماسرجويه (1) : عصير البصل نافع للماء الذي يدخل في الأذن ، لا شيء أجود منه. ـ هـ
  روفس ، فى شرى المماليك قال : إن أزمن سيلان المدة من الأذن خيف أن يكون بعض عظامه قد يكشف وخاصة إن كان صديداً رقيقاً متناً.
  المقالة الأولى من الأخلاط (2) : قال : متى كانت مادة سائلة إلى الأذن فإنها قد تنقل إلى ناحية الفم بالغراغر الحادة.
  لي : كان رجل أصابه ريح شمالية باردة زماناً طويلاً في رأسه وأذنه فاستكانت بأذنه فأدخلته الحمام وكمدت أذنه خارجاً بعد ذلك وقطرت فيها دهن فجل مسخناً فسكن.
  لي : الرطوبات المزمنة تسيل من الأذن : إما لأن الرأس يدفع إليها الفضل دائماً. وإما لناصور ، ويفرق بينهما أن يكون يسيل أحياناً مدة وأحياناً ماء وأشياء أخر ، وخاصة إذا ثقل الرأس فعند ذلك فأكب على تنقية الرأس وجر الفضل عن الأذن إلى الحنك بالغرغرة ، وأما الناصور فاحقن المدة وكمد أصل الأذن وضع عليه المقيحة ثم رم ثم بطه فانه يبرئه.

**************************************************************
(1) ماسرجويه هو متطبب البصرة الذي نقل كتاب أهرن من السرياني إلى العربي وكان يهودي المذهب سريانياً وهو الذي يعنيه او بکر محمد بن زکريا الرازي في کتابه الحاوي في عدة مواضع بقوله اليهودي كان في أيام بني أمية وأنه تولى في الدولة المروانية ـ عيون الأنباء 1 / 162.
(2) أي من كتاب الأخلاط ، وهو من كتب أبقراط ثلاث مقالات ويتعرف من هذا الكتاب حال الأخلاط أعني كميتها وكيفيتها وتقدمة المعرفة بالأغراض اللاحقة بها والجبلة والتأني في علاج كل واحد منها ـ عيون الانباء 1 / 32.